كلما اقترب شهر رمضان، تبدأ وتيرة ابتزاز العواطف فى التزايد، وتعود إعلانات التبرع لغزو الفضائيات بقوة، وتبزع مشاهد الفقر والمرض لتكون هى الصورة الذهنية الطاغية لدى الآخرين عن الشعب المصرى، أحد الإعلانات يتحدث عن أسر مصرية عادية تعيش ظروفًا صعبة: منازل بلا أسقف ولا مرافق، علب لاآدمية تعج بالأرواح، بشر يتجرعون القبح ويلتحفون بالفقر، ربما يكون هذا قدرهم، لكن القدر لا يعترف بالإهمال سببًا ولا بالرضا نتيجة، ذلك الإهمال الذى ترتكبه السلطات المحلية فى كل قرية ونجع يقع فريسة لفساد الموظفين وسوء الإدارة، كان أولى بالحكومة أن تخصص أموالًا لتحسين حياة هؤلاء البشر، بدلًا من إنفاقها على استبدال الأرصفة وحفر الشوارع بعد رصفها بالأسفلت أكثر من مرة. لا يحتاج الأمر نظرة فلسفية لتكتشف حجم العمولات والرشاوى والإهدار الذى تستهلكه هذه الإصلاحات الغامضة، نعلم أن الحكومات أحيانًا تكون بلا قلب، لكن أن تكون بلا ضمير فهذا رأس الفساد وذيله أيضًا.