مثل أخطبوط لزج الأطراف يحاول النظام التركى أن يوسع مجاله الحيوى، بعدما فشل فى حماية الداخل من مشاغبات حزب العمال الكردستانى، يستدعى أردوغان ذكريات قديمة ليحقق غرضه فى عزل الأكراد، الذكريات مشابهة والأهداف أيضًا، فتركيا التى دعمت تمرد أطراف سورية لضرب حلم عبدالناصر فى تماسك الجمهورية العربية المتحدة، هى نفسها تركيا التى تشتبك اليوم فى منبج شمال سوريا وسنجار على أطراف العراق بحجة «تأديب» حزب العمال، وإفشال أى محاولة للتماسك وبناء دولة أخرى خارج دمشق، كان هذا سيبدو جميلا لو كان ثمة أمل أن تظل سوريا موحدة، لكنها تمزقت، وما بقى منها يدفع الآن ثمن الأطماع التركية فى شمال الإقليم العربى.. يلوم أردوغان الطرف الأمريكى على دعم «المتمردين» الأكراد، ربما يكون على حق، لكن من يلومه هو على دعم أطراف مسلحة فى سوريا، طلبًا لتمثيل مشرف فى جنيف وأستانا.