الأزهر الشريف بعيوننا وديننا الحنيف فى القلوب نفهمه كما ينبغى وكما شاء الله للدين "حب الخير وعمله وكره الشر والبعد عنه"
نزل الإمام الأكبر فى خطبته الهادئة التى ألقاها أمس الأول فى حضرة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان والتى شهدها العالم كله، والتى أكد فيها على سماحة ديننا وتنزيه فكره من أى شبهة إرهاب على جزئيةٍ هامةٍ جداً لا يمكن إغفالها فى حقيقة الصراع القائم فى المنطقة العربية وهى الرغبة المتوحشة لمافيا تجارة السلاح العالمية التى تسعى للترويج لتجارتها بأى ثمن حتى لو كلفها هذا بعضا من أرواح من مواطنى دولهم، وهذا لا شك فيه حق، ونفى فضيلته عن الإسلام تهمة الإرهاب جملةً وتفصيلاً نفياً قاطعاً وكذلك عن المسلمين، وقال وقوله الحق بأن هؤلاء الذين يفعلون بالقياس لأعداد المسلمين المسالمين المتسامحين هم شرذمةٌ قليلون أساءوا تأويل بعض الآيات فأخذوا الإرهاب لهم طريقاً واستخدمهم البعض فى خدمة أغراضهم وتحقيق مآربهم، ودلل على كلامه قائلا: "هل لنا أن نصف المسيحية بالإرهاب لأن بعض المسيحيين حملوا الصليب وقاموا بحروب صليبية قتل فيها النساء والأطفال؟ وهل لنا أن نصف اليهودية بالإرهاب لأن بعض اليهود قتلوا الفلسطينيين العزل والأطفال والنساء والشيوخ وهجروهم من ديارهم؟ أو أن نقول إن الألمان إرهابيون لأن هتلر تسبب فى قتل الملايين فى الحرب العالمية الثانية؟ أو أن نقول ذلك على الأمريكان لأن أمريكا ألقت على هيروشيما وناجازاكى القنبلة الذرية؟ قطعاً لا..." ولكن فضيلة الإمام الأكبر هذا كان وكان فعل ماضٍ وأوروبا الحديثة شعباً وكنيسةً وكهنةً أدانوا الحروب الصليبية واعتذروا عنها ونزهوا المسيحية عن أى ارتباط بفكرة العدوانية وحصروا حديثهم وخطابهم ودروسهم وكل علومهم الدينية على الحب والتسامح والعفو حتى ظهر البابا فرانسيس قمة فى التسامح والعطف يوم قام بغسل أقدام المهاجرين العرب لاسيما المسلمين فى عيد الفصح وانحنى فى الأرض على كبر سِنِة فى تواضعٍ وحنو بالغٍ وإنسانية يقبلها كى يشعرهم بأنهم فى عيونهم وفوق رؤوسهم وأنهم لا يتضجرون منهم دون النظر لدين أو لون أو عرق، وكان قد أطلق الخطب والدعاوى موصيا العالم بالترحيب بقدومهم وحسن ضيافتهم وكذلك فعلت كل كنائس العالم، ويجدر بنا هنا أن نُذَكِّر كى لا ننسى أن العالم فى محاولاته الحثيثة لمنع الحروب كون، أولاً عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى، وثانياً الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية ومجلس الأمن الذى ضم الدول الخمس الكبرى وفرض بموجبهما عقوبات على الدول المعتدية المهزومة ووقَّع عليها التقسيم وحظر عليها تكوين الجيوش إلا فى أضيق نطاق وجعل تسليحها فى أضيق الحدود ومن المفروض أن يقف بالمرصاد لمن يظهر جموحه فيفرض الحصار الاقتصادى والعقوبات الدولية والاقتصادية، ويشن عليه الحرب إذا لزم الأمر منعا لتكرار المأساة، قطعاً نحن لا نرى قرارات مجلس الأمن عادلة ونراها من وجهة نظرنا منحازة ومجحفة ونرى أن الدول التى لها حق الفيتو تستغل هذا الحق لصالح أو ضد دول بعينها وأنها تكيل بمكيالين فى غير ما عدلٍ ولا موضوعية لتحقيق أهدافها وخططتها. ولكن فى وجهة نظرها هى أنها محقة وتقنع العالم بأنها حامية السلام فى الكون وليس على الأرض فقط.
خلاصة القول إن الكل يعلن إدانته للاعتداءات والعنف والإرهاب ويبذل قصارى جهده للحيلولة دون تكرار الحدث بأخذ ما يلزم من احتياطات، والأهم أن يقنع العالم بأنه صادقٌ ويفعل وكى نكون صادقين مع أنفسنا يجب أن نقر أن الإرهاب الذى يجتاح العالم فى الوقت الحاضر هو بسبب هؤلاء المسلمين المهاويس المارقين أو المتأسلمين سواء بطريق مباشر بما تجنى أيديهم أو غير مباشر بسبب ردود فعل العالم للتصدى لهم أياً كان المحرض والُمزَيِّن والممول لهذا الشر واعلم أن هذا الإرهاب متمثل فى داعش وجيش النصرة وبيت المقدس إلى آخر هذه الجماعات انتهاءً بالإخوان، هو صناعة غربية وما كانوا فاعلين لولا وجدوا البذرة فى كتب التراث ولولا لاقت قبولاً فى نفوس هؤلاء المهاويس الدينيين على أنها من صميم الدين دورنا الذى علينا القيام به دونما توانٍ هو تنقيتها كى نقطع السبيل على هؤلاء المهاويس المرضى فى إيجاد جواز مرورٍ ومبررٍ لأفعالهم فى كتب الدين .
غير أن هناك نقطة هامة فضيلة الشيخ تسترعى الانتباه وتجعل تركيزنا واهتمامنا ينصب على أنفسنا أكثر مما يتجه نحو المؤامرة ويستبعد فكرة أن ما يحدث من إرهاب فى مصر متعلقٌ بالخطط الاقتصادية العالمية التى تحكمها تجارة السلاح وهى أن من أحرق بيوت المسيحيين فى قرى الصعيد وهجرهم منها لم يستخدم غير عود كبريت وبعضٍ من الكيروسين ومن ذبح الزوجين فى سريرهما والخردواتى بائع الجعة فى شوارع الإسكندرية لم يستخدم غير السلاح الأبيض والقنابل التى استخدمت فى تفجير الكاتدرائية البطرسية بالعباسية والمرقسية فى الإسكندرية وكنيسة طنطا قنابل بدائية محلية الصنع مثل كل الذى يستخدمه هؤلاء عادة وليس هو سلاحاً متقدماً حصل عليه من دول مافيا السلاح ..
*استاذ بطب قصر العيني