بدأت مصر تفقد ريادتها فى تجويد القرآن وترتيله، منذ أن عرفت يد المتنطعين طريقها لتسجيلات مشاهير القراء المصريين، فمسحت الآهات التى تطلقها حناجر المستمعين بقصد أو بدون، إعجابا وهيامًا بعمق المعانى وحلاوة الصوت وتجليات الأنوار، هذه الآهات لم تكن عادة مصرية كما روج المتشددون وقتها، بدليل أن كل التسجيلات التى بين أيدينا لعظماء القراء من حفلات فى باكستان وسوريا وإيران وحتى أمريكا، جميعها لا تخلو من آهات المستمعين، لكن حجة المحو كانت أنها تقلل من الهيبة والخشوع اللازمين للاستماع إلى القرآن الكريم، وتزامن هذا التفسير مع ظاهرة أخرى أثرت كثيرا على تمسك المصريين بحفلات القرآن كمناسبة يجب تكرارها من آن لآخر، وتمثلت الظاهرة فى التساؤل حول مدى شرعية الأموال التى يتلقاها المقرئين مقابل التجويد والترتيل، وهو سؤال يثير القلق بالتالى لدى هؤلاء الذين يستمتعون بالقراءات ويعتبرون هذا الاستمتاع نوعا من العبادة.