بداية، من حق أى مواطن، ممارسة حقوقه السياسية طالما تنطبق عليه كل الشروط الدستورية والقانونية، سواء قرر أن يمارس السياسة فى منابرها الشرعية، وأن يجلس على مقاعد المعارضة، أو أن يخوض جميع الاستحقاقات الانتخابية، سواء انتخابات المجالس المحلية، والانتخابات البرلمانية، أو الانتخابات الرئاسية.
وحمدين صباحى، قدم نفسه أمس، رسميًا، كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك فى مؤتمر اندماج حزب الكرامة مع حزب التيار الشعبى الذى عقد فى أحد فنادق منطقة الدقى، مع العلم أن أعضاء حزب الكرامة البالغ عددهم 40 عضوًا، هم أنفسهم أعضاء حزب التحالف الاشتراكى، بما يعنى «أن حزب الكرامة هو نفسه حزب التحالف الشعبى»، وهى كوميديا تشبه كوميديا برنامج الأطفال «عالم سمسم» وهو النسخة العربية باللهجة المصرية من برنامج الأطفال الأمريكى الشهير «شارع السمسم».
ونظرًا لقلة عدد أعضاء الحزبين المندمجين، تم الاستعانة بعدد كبير من الشخصيات التى تتخذ من الدولة عداءً مستحكمًا، من بينهم بعض البرلمانيين من التكتل الذى أطلق على نفسه اسم «تكتل 20/30»، بجانب المستشار هشام جنينة، الرجل الأبرز فى تيار الاستقلال بنادى القضاة، والذى وصل لمقعد رئاسة الجهاز المركزى للمحاسبات عبر قطار «الإخوان»، لنكتشف حقيقة الانتماءات الفكرية والتنظيمية لتيار الاستقلال بنادى القضاة، والذى ملأ الدنيا ضجيجًا، وكان يضم فى صفوفه بجانب هشام جنينة، كلًا من حسام الغريانى وأحمد مكى ومحمود مكى وطلعت إبراهيم، وزكريا عبدالعزيز، وأشرف البارودى وهشام البسطويسى.
فوجدنا الإخوان بعد وصولهم للحكم، يسندون للغريانى رئاسة «الجمعية التأسيسية» لإعداد الدستور الإخوانى 2012، وأحمد مكى تولى وزارة العدل، ومحمود مكى نائبًا للرئيس المعزول، وهشام جنينة، رئيسًا للجهاز المركزى للمحاسبات، وطلعت إبراهيم، نائبًا عامًا، خلفًا لعبدالمجيد محمود.
لذلك عندما تجد هشام جنينة، يضع يده فى يد حمدين صباحى، للتنسيق والاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن الأمر يتضح تمامًا، أن صباحى والإخوان «إيد واحدة»، وهو ما ترجمته بوضوح الكلمة التى ألقاها «جنينة» حيث بدأ كلمته بدعوة المواطنين للمشاركة فى انتخابات 2018 وتصحيح «المسار الحالى»، معبرًا عن سعادته الطاغية، عندما تلقى دعوة للمشاركة من «حمدين صباحى».
واسترسل هشام جنينة، فى كلمته الملغمة قائلًا: «إن فكرة الانقسام فى المجتمع من أخطر الأمور، وأن حركة «الضباط الأحرار» فى 23 يوليو 1952، لم تستطع تحقيق المبادئ الستة التى وعدت بها».
وطالب هشام جنينة، القوى السياسية بالتوحد، مؤكدًا أن الإصلاح لن يأتى من «السماء دون تضحيات».
هشام جنينة، الذى وصل لمنصب رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، عبر قطار الإخوان، يقف فى مؤتمر «ناصرى» ويهاجم ويقلل من إنجازات 23 يوليو، ويصف الثورة «بالحركة»، ويؤكد فشل ضباط الأحرار فى تحقيق المبادئ الستة، فى إسقاط «غير برئ» بالمرة، على الوضع الحالى، والهجوم على المؤسسة، بشكل مستتر، ثم يلقى تصفيقًا حارًا من «الناصريين».
ولم ينسَ «جنينة» أن يدافع عن جماعة الإخوان الإرهابية بشكل مستتر، من خلال المصطلحات المطاطة، عن الانقسام فى المجتمع، وتأزمه، وأنه سيدفع بالبلاد إلى نفق مظلم، وكأن مصر من غير جماعة الإخوان، لن تتقدم أو تزدهر، مع العلم أن أسوأ مراحل انحطاط وتقزيم مصر بشكل لم تشهده عبر تاريخها الطويل، كان فى عهد الإخوان، عندما تسللوا إلى الحكم، تسلل اللصوص عقب سرقتهم لثورة التفكك والانحلال والتقزيم.
وكلمة هشام جنينة، كانت التمهيد لكلمة حمدين صباحى، أشهر «راسب انتخابات» فى تاريخ مصر، ومعظم دول الإقليم، عندما قال: «وقت التغيير قد حان وإيجاد بديل وتنظيم ثورى قوى يعبر عن الشعب أصبح أمرًا ضروريًا، وعلى الجميع الوقوف بقوة فى وجه السلطة الحالية.
حمدين صباحى، قال أيضًا: «عزمنا وتوكلنا.. ودعونا نكمل مشوارنا وثورتنا.. نستطيع أن ننجح.. ونمتلك الحلول والبدائل.. وعلى جميع القوى الوطنية التوحد فى كيان واحد.. ومعركة الانتخابات الرئاسية المقبلة تتطلب توحد القوى الديمقراطية الشعبية وأن نبدأ من الآن وقبل أن يداهمنا الوقت فى الإسراع باختيار مرشح لانتخابات الرئاسة فى 2018».
صباحى، طرح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية، حيث قال: «إن على الأحزاب إدراك الوقت سريعًا لأن الانتخابات تقترب، وإذا اختارتنى الأحزاب السياسية والقوى الوطنية فسيكون لى الشرف أن أمد يدى للجميع، وإن اختارت الأحزاب شخصًا آخر فسأدعمه مادام يحمل برنامجنا».
وانطلاقًا من جملة «لى الشرف أن أمد يدى للجميع»، تتكشف تمامًا وبوضوح، حقيقة وجود هشام جنينة فى مؤتمر اندماج حزب الكرامة والتيار الشعبى فى كيان واحد، فالرجل سيلعب دورًا مهمًا فى فتح الطريق أمام جماعة الإخوان، لدعم حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن هناك ثمة صفقة، يقودها الثنائى حمدين صباحى وهشام جنينة لإعادة جماعة الإخوان الإرهابية للمشهد السياسى من جديد.
حمدين صباحى، ملك الصفقات السرية مع جماعة الإخوان الإرهابية، وأشهر مشهور فى خوض الانتخابات، من أجل تسطير مجد مدهش فى السقوط المدوى، ولا يرى فى نفسه عيبًا أن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويحصل على نفس الترتيب الذى حصل عليه فى الانتخابات الرئاسية الماضية، المركز الثالث بعد الأصوات الباطلة!!
صباحى، يعطى لنفسه الحق أن يظل متصدرًا مشهد المعارضة الفاشلة والديكورية، ويرتضى أن يكون «بوابًا» لممرات الجماعات والتنظيمات للوصول للحكم، ثم يطالب بضرورة التغيير المستمر، من السادات لمبارك للمجلس العسكرى لعدلى منصور للمعزول محمد مرسى، لعبدالفتاح السيسى، بينما يظل هو فى المشهد دون أن تطوله رياح التغيير.. وعجبى..!!