الناس عبيد عاداتهم السيئة، وعندما يدمنونها تقتلهم أو تجعلهم مفلسين، أعاذنا الله وإياكم من الإفلاس المادى والعقلى، خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم، حيث تضيق صدور الخلائق ببعضهم، لكنها تتسع لمزيد من الطعام والشراب والأعمال الفنية الهابطة، حتى أن المنافسة اشتدت مبكرًا على «فيس بوك» بين قوائم المسلسلات المفضلة، وأطباق الحلويات الجديدة، لهذا وصل كيلو الفستق إلى 500 جنيه، أى أكثر من معاش السادات، وفى الغالب لن يتقشف المصريون إلا قبل يوم القيامة بعدة ساعات، ليس لأننا أغنياء ولكن لأننا استهلاكيون حتى أنوفنا، ونربط كل المناسبات بالطعام، وفى الشهر الكريم الذى من المفترض أن تطغى عليه الروحانيات، نجد أن رائحة الشواء هى الطاغية على كل الشوارع قبل المغرب، حتى صلاة التراويح تحولت لرياضة تساعد على هضم ما افترسناه على الإفطار.