حكى لى صديق عزيز من العاملين بأحد السفارات فى الخارج فى دولة متقدمة، اشتهر شعبها بالجدية والانضباط الشديدين، حكاية طريفة تستحق التأمل والخروج منها بدروس مستفادة.. فلقد فوجئ ذات يوم بقيام وزارة الخارجية فى هذه الدولة بإخطار السفارة بضرورة إرسال مندوب لحضور وقائع التحقيق مع أحد السائقين العاملين بالسفارة نتيجة لقيامه بارتكاب جناية «السير عكس الاتجاه» على أحد طرق السفر فى هذه الدولة، وعندما حضر وقائع التحقيق بصحبة المستشار القانونى للسفارة، كان أشد ما أدهشه هو قرار وكيل النيابة فى نهاية التحقيق، الذى قضى بأنه يجب أولاً وقبل اتخاذ أى إجراء قانونى أن يتم توقيع الكشف الطبى على السائق لبيان مدى سلامة قواه العقلية، وذلك نظراً لأن هذه الجناية غير شائعة على الإطلاق فى هذه الدولة.. تخيل!! لقد وصلت حالة الانضباط المرورى والسلوكى عندهم لأن يعتبروا أن من يرتكب جناية السير عكس الاتجاه هو إنسان مشكوك فى سلامة قواه العقلية.
عقبالنا يارب.. فما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال.