«كأنه تعليم مجانى».. تمثيلية نشارك فيها جميعاً

ما لم نعترف بالحقيقة مهما كانت صادمة لن نستطيع الخروج من المشكلة إلى الحل، هناك تواطؤ عام تشارك فيه كل الأطراف، الدولة والمجتمع بأولياء الأمور وبعض القائمين على التعليم تجعل العملية التعليمية خالية من التعليم وما يجرى عملية تمثيل يقوم كل واحد منا بدور على المسرح. السؤال الأول: هل لدينا تعليم مجانى؟ نظريا يوجد لدينا تعليم تموله الدولة من الموازنة العامة، يعنى من أموال دافعى الضرائب.. عمليا فإن المواطن ينفق عشرين وربما مائة أو ألف ضعف على دروس خصوصية وغيره، والنتيجة أننا عاملين نفسنا عندنا تعليم مجانى، والمدارس عاملة نفسها بتعلم وبتقدم تربية وتعليم، ونجد من يتحدث عن إلغاء المجانية، متجاهلا تكاليف مضاعفة يدفعها ولى الأمر صاغرا أو مختارا. أغلب طلاب الثانوية وما حولها لا يذهبون إلى المدارس، ويتكالبون على مراكز الدروس الخصوصية، المعلم يحصل على راتب لا يمكن منطقيا أن يكفيه إلى ربع الشهر، وبعضهم يصبح مليونيرا من الدروس الخصوصية، أو يضطر للبحث عن عمل أو مشروع أو يعمل إضافيا ليكمل تكاليف الحياة، ومتى يتفرغ للتدريب والتحضير والدراسة؟ المفارقة أن هناك من يقول لنا، إن التلميذ يذهب إلى الدرس الخصوصى لأنه لا يستطيع التحصيل فى الفصل، بسبب كثافة الفصول التى تبلغ 50 تلميذا فى الفصل، لكن نفس التلاميذ الذين يتضايقون من خمسين تلميذا كثافة، يذهبون إلى مدرج درس خصوصى يصل فيه عدد التلاميذ إلى 100 وأحيانا يصل العدد إلى مئات، وحتى عندما تتحرك أجهزة الرقابة لمنع الدروس الخصوصية، يتصدى أولياء الأمور لهذا، ويطالبون بعودتها. آخر رقم فى الموازنة للتعليم 83 مليار جنيه والوزارة طلبت زيادتها إلى 100 مليار، ولو افترضنا أنه تم رفعها، هل يمكن توقع أن يتغير حال التعليم؟ وإذا أضفنا ما يدفعه الأهل للدروس الخصوصية، والمدارس الخاصة نكتشف أن هناك 200 مليار جنيه ينفقها المصريون على التعليم، فهل يحصلون على جودة ونتيجة توازى هذا الرقم؟ لقد أشرنا إلى نظام جديد أعلن عنه وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى للثانوية يقوم على التراكم وإلغاء العلمى والأدبى، وتعديل التنسيق لإضافة القدرات وتغيير نظام الامتحانات، وهى مطالب منطقية ومطروحة من خبراء على مدى سنين، لكن الثانوية تمثل جزءا من الأزمة ويبقى نظام تعليم يجمع كل الأضداد، ويحتاج إلى مواجهة جذرية تشمل كل العناصر وألا نظل فى حالة نمثل فيها على بعض. أول خطوة أن نتصارح بهدوء حول ما نريده، والنظام الجديد للتعليم، وعرض كل الإمكانات والاحتياجات، ويُطرح هذا النقاش بشكل هادئ وصريح، على المجتمع بعيدا عن الاستقطاب والجدل العقيم، حتى نخرج من تمثيلية نشارك فيها ولا تصل بنا إلى طريق.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;