لا نعلم من أين سيلقاها الأزهر، من دعاة التجديد الذين يقعون فى نفس أخطاء الماضى بتصور امتلاكهم للحقيقة، أم من أبنائه الذين لا يدركون حجم المسؤولية وحدودها فينطلقون فى تصريحات تنقصها الحصافة، أم من المتشددين الذين يتخندقون خلفه عند المصلحة، ويغدرون به عند أول خلاف؟.. ولا نعرف إلى متى سيتحمل الشيخ الطيب كل هذه الضغوط وهو يشعر أنه يدفع الثمن منفردًا، وهل سيقع فى فخ التشتيت وينجرف إلى معارك جانبية، تلهيه عن القضية الأم التى تتشعب إلى انطلاق التجديد من الأزهر نفسه وليس على أنقاضه، وتشمل أيضا أن ينضبط سيل الفتاوى العشوائى، وتتوقف المعارك العقائدية التى تنشب إرضاءً للجماهير، معتدلين كانوا أم متشددين أو حتى تنويريين.. سالم عبد الجليل واحد من ملايين نواياهم حسنة لكنهم يسيئون التقدير، فالنوايا الحسنة أحيانًا تٌفسد مناخات الاستقرار، لكن أما وإن الرجل اعتذر فالأولى أن نعالج آثار ما قاله عند ضعفاء النفوس، لأن ذبحه على أنقاض الأزهر لن يكون سوى حلقة أخرى فى سلسلة الحماقة.