فى عام 2004 مثل فضيلة الشيخ "أحمد الطيب" رئيس جامعة الأزهر آنذاك مصر فى مؤتمر "صورة أوروبا فى العالم العربى" فى مدينة روما، وقال أمام العالم أجمع "إن الحوار لابد ويجب أن يقوم على أساس الاعتراف بالأخر والابتعاد عن محاولات تذويب الهويات وتحقير الثقافات واعتماد منطق الاستعلاء والتفوق والإملاء وادعاء امتلاك الحقيقة فى مشاريع الإصلاح " كما قال فى كلمته أمام البابا "فرنسيس" فى مؤتمر الأزهر العالمى للسلام منذ أيام قليلة "إنه لا حل للمشكلات التى يعانى منها العالم الآمن خلال إعادة الوعى برسالات الأديان السماوية بالإضافة للعمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من فهم مغلوط وتدين كاذب يؤدى إلى صراع ويبث الكراهية ويحث على العنف وألا نحاكم الأديان بجرائم قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك.. ويلخص ما جاء على لسان د . أحمد الطيب فى مؤتمر روما ومؤتمر الأزهر للسلام الفكر والمبادئ التى يعتنقها شيخنا الجليل الذى يحظى بالكثير والكثير من الاحترام والتقدير من الجميع فى مصر والعالم الإسلامى أجمع ومن الكبير والصغير,, ولن أنسى لقائى الأول المباشر معه والذى امتد إلى أكثر من الساعة والنصف فى مكتبة عندما طالبت بموعد للكاتب اللبنانى الكبير الأستاذ "جهاد الخازن" عندما كان فى زيارة إلى القاهرة بعد ثورة 30 يونيو واستمعت إليه وهو يسهب فى توضيح دور ومكانة الأزهر الشريف فى هذا الوقت الشديد الصعوبة فى مصر والمنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربى وما تلاه من صعود التيار الإرهابى من جماعة الإخوان والسلفيين والجماعات المتطرفة وكم كان حكيما مثقفا واعيا بكل المشاكل التى تحيط بالإنسان المسلم وغير المسلم من التعصب والتطرف والإرهاب وأفكاره المستنيرة لمواجهة هذا وكان مقال أ. جهاد الخازن فى صحيفة الحياة اللندنية عن الإمام الأكبر بعد الزيارة مثالا حقيقيا عن قيمته ومكانته وفكرة المستنير.. كما لا أنسى لقاءاته المتعددة مع الساسة الأوروبيين خلال زيارتهم لمصر والتى كنت شاهد عيان فيها بعد ثورة يناير وثورة 30 يونيو كعالم جليل درس الفقه والفلسفة الإسلامية وتعلم وحاضر فى السوربون فى فرنسا ودرس طرق البحث العلمية وتتلمذ على علمه الآلاف من الدارسين فى مصر والعديد من الدول العربية والأجنبية لتوضيح وشرح صحيح الإسلام ودور الأزهر الشريف كمنارة وضمانة لوقف ومنع التطرف والإرهاب فى العالم وتقدير هؤلاء لشخصه ومكانته آنذاك,, ولذلك وأكثر أرفض أى محاولة من محاولات النيل من شيخنا الجليل أو التجريح فيه أو المزايدة على شخصه أو مكانته كشيخ للأزهر الشريف الذى بناة القائد "جوهر الصقلى" عام 972 م لأن أيا من محاولات الإساءة له هى إساءة لمصر وشعبها ومكانتها فى المنطقة والعالم إلا أن هذا لا يمنع أن ينتهج شيخنا الخليل نهجا آخر حاسما وقويا تجاه كافة الأمور والقضايا الجدلية والخلافية أو المصيرية التى تعانى منها مصر والعالم الإسلامى، وهنا لا أنكر صعوبة هذه القضايا والتعامل معها بعد تفاقمها ولكن لا أنكر أيضا قدرة شيخنا الجليل على الفصل فيها خاصا بعد حتمية تغيير الفكر الدينى المتطرف والمتعصب الآن وليس غدا. ان المهمة ليست بالسهلة على الإطلاق ولكنها حتمية ومصيرية الآن وخاصة بعد مطالبة الجميع وحتى رئيس الجمهورية نفسه بتغيير الفكر والخطاب الدينى وإصلاح وتطوير المنظومة الدينية برمتها. إن التاريخ الإنسانى يفتح ذراعيه لكى تدخله وتثبت قدرتك على التغيير المنشود لإصلاح الإنسان وليس المسلم فقط مثلما فعل "العظيم" مارتن لوثر كنج الذى خلده التاريخ الإنسانى كله لدورة فى ثورة التنوير والعلم بعد عصور الظلام التى فرضتها الكنيسة الكاثولكية.. وأنا على يقين كامل أنك لا تقل علما أو خلقا أو إنسانية أو ثقافة عما غيروا التاريخ لصالح الإنسان فى كل مكان وزمان,, وأعتقد أن لديك القدرة على إحداث الثورة التى ننتظرها بأن تغير وتنقح مناهج الأزهر من التعصب والتطرف وأن ترسى قواعد وأسس الخير والتعايش والسلام والمحبة فى كل ما ينتمى للأزهر وإرساء البحث العلمى والوعى والتطوير مكان الجهل والتخلف والجمود الذى يسيطر على الكثير والكثير، ويجب أن تعلم جيدا أننا جميعا نقف سندا وداعما لكل خطواتك وقراراتك من أجل الإصلاح وتغيير الفكر وقد كان الدعم واضحا جليا عندما اتخذت قرارك المقدر بعزل رئيس جامعة الأزهر عندما كفر "إسلام بحيرى" فى أحد البرامج وإعدادك تشريع يجرم الحض على الكراهية " فى المجتمع، وأخيرا شيخنا الجليل اعقلها وتوكل فأنت أهلا لها بعلمك وأبحاثك وكتبك وسيرتك العطرة وخلقك وأصلك الكريم وبإنسانيتك وأيضا بمحبة وتقدير الجميع الذى ينتظر ثورة التنوير بقيادة فضيلة الإمام الأكبر "أحمد الطيب" شيخ الأزهر.