حضرت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميرى ريجف، حفل افتتاح مهرجان «كان» السينمائى الدولى، فى دورته الـ70، بفستان مثير للجدل.
جاء فستان ريجف مزين بصور مطبوعة لمدينة القدس المحتلة، ويظهر عليه صورة القدس وقبة الصخرة، وذلك فى إشارة منها لحضور المؤتمر «أن القدس مدينة إسرائيلية».
وتنتمى الوزيرة لحزب الليكود الذى يتزعمه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء.
كثيرون قرأوا هذا الخبر وانطلقت وسائل التواصل الاجتماعى تشجب وتدين.. ويتساءلون لما فعلت الوزيرة ذلك؟ وما هو مردود هذا التصرف الذى وصفوه بالمشين والمتجاوز.
وأنا هنا أتحدث باعتبارى امراة مصرية مازالت تعتبر أ ن إسرائيل هى العدو الأول للعرب وللمصريين رغم معاهدة السلام بيننا وبينهم.
وأؤمن إيمانًا بأن القدس الشرقية هى عاصمة دولة فلسطين حتى ولو لم يعترف بها العالم.. ويكفينا أننا كعرب مسلمين كانوا أم مسيحيين نؤمن بذلك.. نعيش هذه الحقيقة.
وتحليلى لما فعلته وزيرة الثقافة الإسرائيلية ما هو إلا صورة من صور الاستفزاز للمشاعر العربية والدينية التى توجد بداخل كل فلسطينى وعربى حر.
وهل بجديد على دولة عنصرية اغتصبت أراضٍ ليست بأرضها أن تقوم من حين إلى آخر بتكدير المشاعر لدى الفلسطينيين خاصة والعرب بصورة عامة.
البعض سيقول نحن لا ننتظر إلا الاستفزاز.. ولكن مجرد التطاول ومحاولة إثبات أن القدس إسرائيلية لهو فعل مشين ويستحق الوقوف والتصدى له.. حتى لا تتجرأ إسرائيل على اقتراف أفعال مماثلة.
فإسرائيل لم تتخل عن أسلوبها فى الدعاية المغرضة.. صحيح أنها فازت بكثير من هذه الدعاية فى قضايا أخرى لكنها لن تفوز هذه المرة.
وأرى أن هذا التصرف لا يجب أن يستغرقنا.. فقضية القدس كعاصمة لفلسطين قضية جوهرية فى تاريخ النضال الفلسطينى والعربى على حد سواء.. فمنذ وعد بلفور عام 1902 وحتى احتلال فلسطين فى عام 1948،وحتى الآن لم تستطِع إسرائيل ولا حلفاؤها أن يفرضوا علينا وضعًا بشأن مدينة القدس.. ورغم كل التهديدات وكل التنكيل الذى يتعرض له الفلسطينيون على مر السنوات منذ الاحتلال فلن يتغير وضع القدس وستظل عربية تحمل بين جنباتها لقاء الأديان الثلاثة ولن تكون لأحد إلا لفلسطين.
ربما يتصور الكثير من الصهاينة أن الرئيس الأمريكى ترامب بكل همجيته واندفاعه فى كثير من القرارات سيستطيع أن يعلن أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل فقبل أن يحدث هذا فعليه أن يقف فى مواجهة أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.. فإذا كانت الانتفاضة الفلسطينية من أطفال الحجارة والعزل من السلاح أربكوا نظامًا صهيونيًا متطورًا ومن خلفه أمريكا.
فهل تعتقد عزيزى القارئ أن كل هؤلاء المسلمون سيتركون من يغتصب منهم مدينة القدس التى تحمل فى خير بقاعها المسجد الأقصى قبلتنا الأولى للصلاة تلك المدينة التى حررها صلاح الدين الأيوبى من الصليبيين ودفع آلاف المسلمين والمسيحيين العرب حياتهم ثمنًا لكى تظل القدس عربية.
ومهما قالوا أو ادعوا ومهما ارتدوا أو لبسوا من ملابس فالقدس عربية.. عربية حتى قيام الساعة.
فالكلاب تعوى والقافلة تسير.. وفى يوم من الأيام ستحرر القدس.. سنتمسك بالأمل ولن نحبط.. مهما فعلوا.