هل من المعقول أن يكون الشاغل الأكبر للعائلة الحاكمة فى قطر هو الهجوم على مصر والمصريين، وإثارة الفتن فى المجتمع المصرى؟ هل من المعقول أن تتفرغ الأجهزة الحاكمة فى تلك الدويلة المجهولة على الخليج، لتوظيف قناتها الإعلامية الجزيرة والتليفزيونات التى تمولها بين الدوحة ولندن وأنقرة لبث المواد الإعلامية ومقالات الرأى والتحليلات التى تزرع الانقسام بين المصريين؟
الوهم الذى زرعه شيمون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق فى ذهن حمد بن خليفة آل ثانى، ظل مسيطرًا عليه من لحظة انقلابه على أبيه واستيلائه على الحكم، وانتهاء بتنازله عن الحكم لابنه تميم بن حمد، فقد ظن أنه سيصبح اللاعب المسيطر على الشرق الأوسط إذا تحول إلى قاعدة عسكرية أمريكية، وسار على نهج إسرائيل التى تمتلك من الطموح والتمرد أكثر بكثير مما تملك من الأرض أو الحضارة أو الموارد البشرية والطبيعية.
هذا الوهم توارثه تميم بن حمد، واستمر فى الانبطاح تحت أقدام المارينز والأتراك والإيرانيين، لا لشىء إلا ليستطيع الاحتماء والاستمرار فى لعب المنتج المنفذ لمخطط تخريب الشرق الأوسط، وحتى ترتفع الأعلام القطرية فى أى بقعة خارج تلك الحدود الضيقة التى لا يعرفها العالم على الخرائط.
العائلة الحاكمة فى قطر تتنفس وتستمر فى الحكم فقط، لأنها محمية بالمارينز الأمريكيين والعلوج الأتراك، ولا تعرف التاريخ ولا الحضارة ولا الاستقلال ولا الكرامة، فهى مجرد ذيل فى المشروع الصهيو أمريكى، وتحاول أن تجد لها مكانًا بين الدول حتى لو كان على حساب العروبة وحتى لو كان الثمن هو نشر الدمار والخراب وتشريد الملايين كما حدث فى سوريا والعراق وليبيا.
ولأن مصر والمصريين كانوا وسيظلون أكبر من أن يطالهم مشروع الفوضى الخلاقة الذى تساهم قطر فى تمويله بالأمر المباشر، ولأن مصر والمصريين مثلوا ويمثلون العقبة الكؤود أمام نجاح المشروع الصهيو أمريكى لإعادة تفتيت وتقسيم المنطقة، ولأن مصر والمصريين هم دائمًا ما يشعرون العصابة الحاكمة فى قطر بدونيتها وضعفها وانعدام أصلها ومستقبلها، فالهجوم المغرض من خلال البرامج والمقالات والتحليلات عرض مستمر على قناة الجزيرة والتليفزيونات الإخوانية المشبوهة.
تتصور العصابة الحاكمة فى قطر أن دولارات الغاز التى تنفقها بحماقة على وسائل الإعلام العشوائية للهجوم على المصريين، ونشر الشائعات والأخبار الكاذبة وبث الكراهية ضدهم، ستؤدى فى النهاية إلى ما يتمنونه أو ما يتوهمون أنهم قادرون على تحقيقه بالإعلام، ألا وهو إشعال المجتمع المصرى وضربه بالفوضى والحروب الأهلية، ونقول لهم: موتوا بغيظكم.