إنا لله وإنا إليه راجعون .. لن أتحدث وأردد أن موته الفجأة سبب فجعة عند تلاميذه وقرائه ومحبيه.. ولن أذكركم بأنه رحل عنا فى مثل هذه الأيام العطرة منذ ثلاث سنوات تقريبا.. ولن أسألكم هل تترحمون عليه لأن رحمة الله فوق ووسعت كل شىء .. ولن أقول "لك أو لكِ" هل تفتكرون مواقفه الإنسانية والعملية والصحفية؟ وهل نسيتم اجتماعه الأسبوعى معنا وكيف كان حريصا على متابعة أعمالنا الصحفية وأحوالنا الشخصية وتحفيزنا إما بالثناء أو النقد وأحيانا بشدة القائد لأفراد كتيبته .. هل نسيتم أنه لم يبخل علينا بنصيحة أو معلومة ؟ .. ألا تتذكرون مدى تملكه لأدوات الكتابة وتحليل الشئون السياسية بعمق وقد نهلتم من ذلك جزءا ؟..هل تناسيتم أنكم كنتم تتفاخرون أمام الجميع بأنكم تعملون معه وتتعلمون منه .. ولن أسألكم هل وجعكم موته ؟
ولن أزيد إلا قولا واحدا.. إنه الإنسان عبد الله كمال يقول لكم غيبنى عنكم الموت ..والموت علينا حق .. وأنا أطالب بحقى فيكم .. يقول لكم أنا "نيوتن" وأنتم "تفاحتي" أبنائى وإخوتى وتلاميذي.
ليس حقه علينا أى - عبد الله كمال - الذى رآه الجميع معارضا ومؤيدا : كتيب بلغة الصحافة .. مايسترو بلغة الفن .. أستاذ بلغة الجامعة .. معلم وأسطى بلغة الشارع .. قائد بلغة الجيش .. فارس بلغة الخيالة _ أن نترحم عليه ونتذكر نصائحه ومواقفه ونتحاكى بها على المقاهى وفى صالة التحرير فحسب، بل نحمى تاريخه من مقالات وتحليلات من الاندثار أو الإهلاك.
يقولون إن الشىء بالشىء يذكر؟ أنا هنا سأقول ما لم يذكر من البعض أو يذكر بالهمس داخل الغرف المغلقة من البعض الآخر، لعل روز اليوسف المؤسسة تهتدى إلى موقف إيجابى تجاه الراحل الباقى عبد الله كمال.
روز اليوسف إدارة وصحفيين ردوا إليه جزء من حقه وإن لم تقدروا كونوا أرقى من أن تنكروه .. فحقه علينا إحياء مقالاته التى اختفت فجأة .. كيف ؟ الإجابة : بسيطة إن كنتم (محتارين ).. إضافة تبويب فى موقع وبوابة الجريدة اليومية يحمل مقالاته .. وللقائمين على الكتاب الذهبى نصدر كتابا يحمل مجمل مقالاته وتحليلاته لكاتب وصل لمرحلة الريادة الصحفية فى المنطقة يحمل فى بطاقته الشخصية كاتب وصحفى "بروز اليوسف "التى أنا وأنتم تنتمون إليها.
فى الختام : هل يلقى ندائى أسماعكم .. فاذا لبيتم الندا سنكتب مقالا تحت عنوان " شكرا لكم من أعماق عبد الله كمال ".