مر من الوقت عامان لم أزرها.. مدينتى المفضلة، الأقرب لقلبى مطروح.. أخذنى حنينى إليها وقلبى يخفق بذكريات والدى رحمه الله الذى اعتدت أن أسافر معه، وكان الطريق ممتعا وقصيرا برفقته، وأنا تائهة بين ملامحه وحنينى، لاحظت أننا وصلنا مدخل مطروح هنا بدأت أتساءل متعجبة ماذا حدث هنا؟
شوارع متسعة بلا عيوب، سوداء كأنما مهدوها بالأمس.. أشجار خضراء ونخيل منتشر لكيلومترات فى مشهد ينبض شموخا واخضرارا ومحبة.. أعمدة إنارة حديثة فى كل منحنياتها، وصلنا وسط المدينة ففاجأتنى الجداريات والميادين المنظمة الجديدة، الأمن فى كل مكان تقريبا، أما كورنيش مطروح فقد ازدان بنافورة راقصة عملاقة التقيت عندها ببعض الأصدقاء فزادونى من الشعر بيوتا، بأن أزمة المياه التى تشتهر بها مطروح كل عام صيفا قد انتهت، كذلك أزمة الكهرباء الشهيرة، وأنها تعمرت بمشروعات سكنية جديدة تسلمها الشباب.
وانتقلنا لواحة سيوة، وعلمت أنها أصبحت واحة عالمية، وتم تصنيفها ضمن واحات تراث النخيل فى منظمة «الأمم المتحدة»، وأنه أصابها من سحر الإبداع ما أصاب المراكز الأخرى، واكتشفت أن منافذ المحافظة تبيع سلع مخفضة بأكثر من٣٠٪ شاملة اللحوم طوال العام، تجولنا فى شوارعها فشاهدت بعينى تلك الأتوبيسات الحديثة المنظمة المملوءة بالإعلانات، وما خفى أعظم.
مطروح التى كانت غارقة فى أمراضها المزمنة، مدينتى المنسية من متن كتاب الدولة لعقود طويلة، أصبحت فى أبهى صور الحياة، وكلمة السر هنا أنه حدث بالتبرعات والدعم الشعبى من خلال رجال أعمال وأهالى ومشايخ المحافظة، فإذا أمعنا النظر لوجدنا أن الدولة نجحت فى عمل منظومة بداية من محافظ مطروح اللواء علاء أبوزيد وصولا لمساعديه، لينجح بهم فى لم شمل المواطنين ليخرجوا أفضل ما فيهم، والأمر الذى يمثل فى باطنه أيضا تنمية حب الدولة والالتفاف حول جيشها ورئيسها عبد الفتاح السيسى ومؤسساتها فى النفوس النائية المهمشة لسنوات.
ومن هنا فإننا بحاجة لأن تتحول محافظات مصر بمشاركة القادرين من أبنائها إلى لوحة مطروحية، ولذلك فإن الدور الحقيقى لنا العمل على التسويق الإعلانى والإعلامى للمحافظة لتصبح مقصدا عالميا وعربيا، وأن ندعو أنفسنا لزيارتها لتصبح مصيفا وسكنا، فحبيبتى مطروح تركض ونحن نحاول أن نسير.