عصر الصورة.. حيث الكاميرات يمكن أن تشكل مسيرة الأحداث السياسية، ويمكن أن توجهها، ولا أحد يمكنه أن يتوقع المشهد، الذى يمكن أن يشكل قصة إخبارية ويمكن لمشهد لا يتجاوز الثانيتين أن يسحب التركيز والاهتمام فى الأحداث السياسية، ويسرق الكاميرات، ويمثل موضوعًا للحكى والنميمة، والتحليل باتجاهات تغاير ماهو مطروح.. نفس الأمر مع كلمة أو زلة لسان تعيد توجيه الحدث باتجاهات أخرى. ففى زيارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لإسرائيل والفاتيكان، اهتمت شبكات الأخبار الأمريكية والعالمية ومواقع التواصل، بمشهد ميلانيا ترامب، وهى تزيح يد زوجها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى واقعتين لفتتا أنظار الكاميرات.. الأولى خلال زيارتهما لإسرائيل، وبينما كان يسير الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، وزوجته، تأخرت ميلانيا خطوة للوراء، وعندما مد ترامب يده للإمساك بيدها أبعدتها.
تكرر الموقف فى روما عقب وصولهما بالطائرة الرئاسية لزيارة بابا الفاتيكان، ويظهر فيديو عقب خروجهما من الطائرة مد ترامب يده للإمساك بيد زوجته، خلال نزول السلم، لكنها سارعت برفع يدها باعتبار أنها تزيح شعرها عن وجهها.. تدارك ترامب الموقف ووضع يديه خلف ظهرها ليساعدها على نزول السلم.
الموقف فى إسرائيل وروما أثار اهتمام القنوات والمواقع الإخبارية، ومواقع التواصل الاجتماعى وسجل كل منهما عشرات الآلاف من المشاهدات على المواقع الإخبارية، التى عرضتها وتمت مشاركته «شير» آلاف المرات. وخضع لمئات التحليلات الجادة والساخرة. بحث بعض المحللين عما وراء الغضب وهل هو نكد أم مشاجرة، وهل هو سبب عائلى أم أن له علاقة بالسياسة والزيارة.
ملابس عائلة ترامب كانت موضوعًا لاهتمام الإعلام، وهل تمثل مواقف سياسية، حيث ظهرت ميلانيا بالأزرق فى السعودية والأبيض فى «تل أبيب»، والأسود فى الفاتيكان.. واختارت ميلانيا ترامب وابنته إيفانكا الملابس المحتشمة فى السعودية وإسرائيل.. ولم ترتد الحجاب فى السعودية وإسرائيل، لكن ارتدت غطاء رأس فى الفاتيكان.. واعتبر بعض المحللين أن ميلانيا أرادت بعث رسالة بعدم ارتدائها الحجاب فى السعودية، أنها تدعم حقوق المرأة، لتسير على خطى نظيرتها السابقة ميشيل أوباما، حيث السعودية دولة محافظة، تفرض الحجاب، لكنها لا تفرض على زوجات المسؤولين الزائرين ارتداء غطاء للرأس.
الاهتمام اتجه لملابس ميلانيا فى الفاتيكان، حيث احتفظت بالملابس المحتشمة وزادت عليها غطاء الرأس، طبقا لتعاليم الفاتيكان، وحاول بعض المحللين التساؤل عما إذا كانت ميلانيا ترامب كاثوليكية أم أنها متدينة.. وحاولوا تحليل ابتسامتها وهى تصافح بابا الفاتيكان، وتجهمها وهى تبعد يد زوجها الرئيس الأمريكى.. حيث الصورة تكشف عن عولمة المشاعر والتحليلات والاهتمامات، وتجعل الشخصى أحيانا يطغى على السياسى.