كلمة «مثير/ مثيرة» غالبا لا نذكرها إلا مقرونة بكلمة بعدها تخصصها وتقيدها فنقول «مثير/ مثيرة للغضب» «مثير/ مثيرة للغرائز» «مثير/ مثيرة للفضول» «مثير/ مثيرة للجدل».... إلخ، لكن يبدو أن هناك من يدخل منطقة الإثارة محطما أي قاعدة أو قيد، ليكون «مثير/ مثيرة لكل حاجة»، وخصوصا إذا كان دخوله منطقة الإثارة على فترات متباعدة وهو يريد أن يعلّم ويعلق مع الناس «شوية».
بالطبع أبرز أبطال هذا النوع، مؤخرا، إيناس الدغيدي، هي تدخل منطقة الإثارة وتعرف قواعد اللعبة ومذكراها «كويس» تدخل منطقة «الإثارة لكل حاجة» معتمدة على أمرين متناقضين الأول: أننا شعب «بيأفور وما بيصدق» وعاشق للإثارة بطبعه وهو ما يلتقى مع رغبة الدغيدي التي تحاول إعادة نفسها للأضواء ولو بالإثارة وعلى حساب الأخلاق.
والأمر الثاني وهو الذي تعيه جيدا «أن آفة حارتنا النسيان» فهي ستثير الرأي العام فترة وتصبح حديث مصر بل والعالم وتتصدر البحث عبر «جوجل»، وما يلبث أن ينسى كل ذلك وتعود المياه إلى مجاريها ثم ما نلبث أن تعود معها حلقة أخرى من حلقات الإثارة، بعد نفاد مستحقات الإثارة الأولى، ولا ضير على مخرجة «ضربها السلك» وتبحث عما تعمله، وتريد أن تلقي بالحجر في مياهها الراكدة، فـ7 أعوام بدون تقديم شىء للسينما ليست قليلة.
تطل علينا الدغيدي من التلفاز وهي تعرف ما تريد أن تقول وتعي ما تطلب، وكذلك المذيع أو المذيعة المضيف وبالطبع ما يدور في كواليس اتفاق الحلقة: كم ستدفع في مقابل ما أقول؟ «المثيرة» أقصد الضيفة تحصل على ما تريد من أموال، والمذيع يحصل على ما يريد من المشاهدات خاصة حين يتلقف جمهور التواصل الاجتماعى «فيس بوك» الحلقة «تشيير»، و«شتيمة»، وإيناس تضحك بملء الفم ساخرة، بريقها عاد من جديد، الناس تتكلم عنها دون أن ترهق نفسها فى عمل أو تصوير وبمقابل مادى وضعته لنفسها.
إيناس قدمت أفلاما ساخنة لكنها ليست الوحيدة، وإذا كان المخرج يتحمل مسؤولية أخلاقية فالممثل أو الممثلة اللذان يؤديان دورا كهذا عليهما مسؤولية أكبر، شوهدت الأفلام نجح ما نجح فيها ورسب ما رسب، والإنتاج توقف فكيف أعود؟ هنا تأتي الإجابة على السؤال بأن إيناس تؤكد أنها صورت «بورنو»، إيناس لا تمانع في إقامة علاقات مثلية، إيناس تفتي بضرورة إقامة ترخيص بيوت الدعارة.... لكن هل رأينا من إيناس ما تحدثت عنه حقا؟
الإجابة تأتي منها هي و«البكا على رأس الميت» كما يقول المثل.
خلاصة ما أريد أن أقوله في هذا المقام موجه لإيناس: «ولا تزعلي يا ست إيناس أدينا ذكرنا كلامك والفيس بوك كله شير وعلق، والناس مخيبتش ظنك فيها، يا رب تكوني مبسوطة ومرضية، وأزيدك من الشعر بيتاً: لو عندك بورنو كمان طلعيه وفرجينا».
بالتأكيد إيناس ليست الوحيدة أو الأولى التى فعلت ذلك، ومن منا لا يريد أن يكون حديث الناس يوما؟ لكن لكل طريقته.