سننتصر بإذن الله على الإرهاب الأسود وذيوله، مهما كانت التحديات ومهما بلغ عدد الشهداء منا أقباطا ومسلمين، نساء وأطفالا وشيوخا، شرطة وجيشا، عمالا ومزاعين وأطباء وإعلاميين ومدنيين عابرين فى مجال الإرهاب الزائل اليائس.
سننتصر بإذن الله على الإرهابيين الخونة، المدعومين من أعداء الوطن فى المنطقة أو فى الغرب، مهما قتلوا من أبرياء أو أسقطوا من مصابين لا ذنب لهم إلاّ أنهم أرادوا أن يصلوا لله أو الذهاب إلى أعمالهم أو التحرك بأمان لقضاء مصالحهم.
سننتصر على الإرهاب وداعميه وراياته الغبراء لأن إرادة الحياة أقوى وأبقى من دعاة الخراب والقتل والكراهية والفوضى والفتنة، ورغم القيم المقلوبة والمزايدات الرخيصة والاستقواء بالخارج، لأن إيماننا بأن الله يدافع عن عباده المخلصين راسخ لا يتزعزع.
مصابنا مصرى لا كنسى، وشهداؤنا مصريون لا أقباطا فقط والجرح فى قلوبنا جميعا، هذا الوعى وهذه الروح موجودان بالفعل لدى كل مصرى بصرف النظر عن دينه مسلما كان أم مسيحيا، ورأينا مشاعر الحزن والغضب فى قلوب المسلمين قبل المسيحيين فور وقوع الهجوم الخسيس على أتوبيس المنيا، وانتشار خبر سقوط الشهداء والمصابين وهم فى طريقهم للصلاة فى دير الأنبا صموئيل.
هؤلاء الإرهابيون وأطراف المؤامرة على بلدنا يجهلون أن مصر محمية ومحفوظة برعاية الله، وأنها «البلد الأمين» المذكور فى كتاب الله، ومعبر الأنبياء، كما يجهل هؤلاء الخونة أن أبناء الشعب المصرى لا تزيدهم الأعمال الإرهابية الحقيرة إلا إصرارا على مواجهتهم، واحتشادا لحصارهم والقبض على عناصرهم واقتلاع جذورهم.
ويجهل هؤلاء الإرهابيون وأعوانهم وعناصر المؤامرة على بلدنا أنهم مكشوفون تماما، المنفذون منهم للأعمال الإرهابية، أو عناصر التطرف العاملة على اجتذاب مزيد من الشباب والتغرير بهم بدعوى الجهاد، أو كتائب الإعلام المرئى الإلكترونى التى تروج للأهداف الغربية بصورة أو بأخرى للإبقاء على الأوضاع فى مصر غير مستقرة.
ما أجملك يا مصر رغم الحزن والدموع والأسى، وما أجمل شعبك الواعى الفاهم الذى يظهر معدنه الحقيقى فى المحن والنوازل، نعم لن يستطيع الإرهاب الخسيس أن ينال من وحدة شعبنا ولن يقدر الإرهابيون على كسر المصريين وإرادتهم بهجوم غادر على الاطفال والنساء والشيوخ الأبرياء، كما حدث فى بلدان مجاورة لينقلبوا على بعضهم البعض، ولكن علينا ألا نراهن فقط على وعى وذكاء المصريين، بل علينا أن نضرب بيد من حديد فلول الإرهاب وخلاياه وأن نجتث جذوره من أرضنا ونحقق القصاص العادل للشهداء.