فشل الدوحة فى القيام بدورها كدولة وظيفية منفذة وممولة لمشروع الفوضى الخلاقة بالمنطقة العربية، وافتضاح أمرها بين جيرانها العرب الذين باتوا يحصرونها فى زاوية العدو، كفيل بدفع الإدارة الأمريكية وحلفائها فى تل أبيب ولندن وبرلين، بإعادة تشكيل الفريق الحاكم فى قطر، حتى لا يتسبب استمراره فى أى سيناريوهات كارثية غير مرتب لها، ومنها مثلا انقلاب تيار من الداخل القطرى على تميم أو تدخل كبار الخليج، لإزاحة آل ثانى عن الحكم بعد أن باتوا مكشوفين تماما.
يتزامن مع الفشل التام للفريق الحاكم فى الدوحة صعود عائلة «أحمد بن على» التى تعتبر الطرف الثانى فى فرع «آل ثانى» الحاكم فى قطر، إلى صدارة المشهد من جديد فى قطر بعد عقود من الإزاحة والنفى والتعتيم من عائلة حمد بن خليفة آل ثانى، فعائلة أحمد بن على هى من تولت حكم قطر فور استقلالها عن بريطانيا فى العام 1971، وأزاحتها عائلة خليفة آل ثانى فى انقلاب عسكرى بدون أسباب وبالتواطؤ مع سلطة الاحتلال التى مازالت مخابراتها نافذة فى حكم تلك الإمارة القاحلة.
ظهور عائلة أحمد بن على من جديد بعد طول غياب وإصدارها أول مرسوم منذ عقود يحمل اعتذارا للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية عن إساءات وتعديات عائلة آل ثانى على القيادات الحاكمة فى البلدين له مغزى واضح لمن يرى، أن آل ثانى المسيطرين على الحكم فى الدوحة لا يمثلون إلا أنفسهم، أما القبائل والعائلات والعشائر القطرية فلها كبار يعبرون عنها وهم مازالوا يرتبطون بعلاقات الاحترام والمودة مع أشقائهم فى دول مجلس التعاون الخليجى.
كما أن استمرار آل ثان فى عدوانهم على جيرانهم فى الخليج من شأنه أن يأتى برد فعل قوى من عائلة أحمد بن على والعشائر الموالية لها، خاصة أنها صاحبة الحق الشرعى فى السلطة، كما أنها مدعومة من دول مجلس التعاون ومن الدول العربية الكبرى، ولا تحمل مسؤولية الكوارث التى ارتكبتها عائلة تميم بن حمد آل ثانى بداية بفرض الإسرائيليين على الخليج والانحياز لملالى طهران ضد الدول الخليجية، وانتهاء بلعب الدور القذر فى دعم وتمويل وإيواء أعتى التنظيمات الإرهابية التى تعمل على إسقاط الدول العربية وتفتيتها وإغراقها فى الحروب الأهلية.
التغيير حتمى وضرورى الآن أكثر من أى وقت مضى فى قطر، والمسرح معد لهذا التغيير والبديل جاهز ومستعد، بعد أن بات تعامل تميم آل ثان مع سائر الحكام العرب مستحيلا، وبعد أن تحول آل ثان إلى كارت محروق فى يد المستعمر الجديد، تأتى تحركاته فى خدمة سيده بآثار عكسية عليه وعلى سيده.