قرأت خبراً أمس، لم يلفت نظر أحد للأسف، رغم دلالاته الاجتماعية السلبية الخطيرة التى تتطلب من الدولة وخبراء علم الاجتماع، عقد مؤتمر موسع للوقوف على حقيقة أسبابه، ووضع الحلول المناسبة التى تمنع تكرار ذلك مستقبلاً.. والخبر يقول «إن وزارة الداخلية قد تسلمت يوم السبت المدارس التى تجرى بها امتحانات الثانوية العامة، وأنها قد قامت بدفع عدد من التشكيلات الأمنية بكافة مديريات الأمن للمشاركة فى عمليات التأمين على مستوى الجمهورية، وتعزيز الخدمات الأمنية بمحيط المدارس للتصدى للبلطجة فى الشوارع، ومنع ظاهرة الغش من الخارج».
للأسف قرأنا جميعاً الخبر، ولم يسأل كل منا نفسه، كيف وصلنا لهذا المستوى من تراجع منظومة القيم والأخلاق؟ تخيل وصلنا إلى درجة أن الامتحانات التعليمية فى بلادنا، أصبحت عملاً يتطلب استنفار القوات الأمنية ونشرها على مدى عدة أسابيع فى محيط اللجان.
إن هذه الظاهرة السلبية الخطيرة وغيرها من الظواهر المماثلة التى استجدت على مجتمعنا فى السنوات الأخيرة، تتطلب من الأجهزة المختصة فى الدولة البحث الجدى فى أسبابها ووضع العلاجات الناجحة لها، لأن إعادة بناء منظومة القيم والأخلاق، تجب أن تكون أحد أهم أولويات الدولة، وهى تخوض معركة البناء والتحديث على جبهات عديدة فى الوقت الحاضر.