نعم معدنه أنقى من الذهب، نعم معدنه يعكس طيبته المصرية الخالصة، نعم معدنه يجعلنى أطالب بمحاكمة من يتهمه بأنه إرهابى، نعم إنه اللاعب المعتزل محمد محمد أبوتريكة القديس أو الساحر، كما أطلق عليه مشجعو كرة القدم، ولأن معدنه مصرى أصيل فقد قدم مثلا لتعامل المصرى مع أشقائه العرب، ورفض 50 ألف يورو ثمن مشاركته فى مباراة منتخب الكويت مع منتخب العالم، وقال «شرف لى المشاركة فى يوم عظيم وحدث كبير فى بلد شقيق الكويت، وتقديراً للكويت ولسمو الأمير ومواقفه العظيمة»، رافضا الحصول على مقابل مادى، وبالرغم من أن أبوتريكة يعانى من حرب غريبة فى بلده، بزعم أنه إخوانى أو ممول للإخوان وهو ما تسبب فى مصادرة أمواله، وهو يعنى أنه فى حاجة ملحة للمال إلا أنه رفض، تكريما لدور الكويت القومى مع مصر، بالتأكيد انتصرت الروح المصرية داخل القديس أبوتريكة على انتمائه السياسى للإخوان، وهو موقف عظيم من الساحر أبوتريكة الذى لم يستغل أزمته المالية، لكى يحصل على آلاف الجنيهات لفك أزمته، ولكنه قدم مثلا لمصريته وعروبته وإسلامه فى مشاركته مع منتخب الكويت الذى يعانى حصارا من «فيفا» بعد تجميد الكرة فيها.
نعم كنت عظيما يا قديس الملاعب عندما رفضت أن تحصل على مقابل متضامنا مع شعب الكويت، أتمنى أن يقرأ من صادروا أموال القديس أبوتريكة ما بين السطور، وأن يتم رفع الحراسة عن أمواله، لأنه قدم نموذجا مصريا يجعلنا جميعا نرفع القبعة لأبوتريكة، لا أن نضع أمواله تحت الحراسة، تحت زعم أنه يمول الإرهاب، وهو ما لم يتأكد منه حتى الآن، ورغم ذلك فأمواله مازالت تحت الحراسة.
دام عزك يا أبوتريكة لقد ضربت المثل فى كل شىء داخل المستطيل الأخضر وخارجه، لقد قلتها للشعب الكويتى «دام عزك يا كويت»، وأنا أقولها لك «دام عزك يا أبوتريكة»، وأقول لكتيبة الفشلة من بعض أعضاء الجماعة الإعلامية والكروية أصحاب الضمائر الخربة التى تكره اللاعب العظيم محمد محمد أبوتريكة «موتوا بغيظكم وبحسرتكم، لن تنالوا من ساحر الملاعب شيئا، ولتذهبوا إلى الجحيم بحقدكم وكراهيتكم»، ولكل النماذج التى أسعدتنا فى زمن كانت السعادة مقصورة على أصحاب المليارات من الدولارات والجنيهات: «موتوا بغيظكم».
سيظل الساحر فى القلوب ما دامت يداه غير ملوثة بدماء المصريين، ونحن نثق فى ذلك، لأن أمثال أبو تريكة لا يقتلون ولا يسرقون ولا ينهبون ولا يعذبون، حتى ولو كان إخوانيا، لأن نوعية أبو تريكة لا تعرف قلوبها إلا الحب والمودة والرحمة، فهو ابن التربة المصرية الصالحة وليست الطالحة، حتى ولو كان إخوانيا، فالساحر لم نره يرفع علامة رابعة، كما فعل اللاعب أحمد عبد الظاهر، ولم نشاهده على مسرح رابعة، ولم نره يهتف لمرسى بعد عزله، كل ما فعله أبوتريكة أنه اعتزل السياسة نهائيا، ولم يعد يظهر فى أى مناسبة، ولم يوقع على بيان إخوانى ولم يهرب خارج البلاد، كما فعل علاء صادق الناقد الرياضى، ولم يكن هناك شىء يمنعه منذ أحداث رابعة، حيث سافر أبوتريكة عشرات المرات للخارج، وكان من الممكن أن يهرب ولا يعود إلى مصر، لكنه رفض لأنه ابن قرية «ناهيا»، هذا الفلاح العظيم محمد أبوتريكة الذى أمسك كارهوه السكاكين لتقطيعه بمجرد صدور قرار لجنة حصر أموال الإخوان بالتحفظ على أمواله، وبدأ كل مريض نفسى وكل سليط لسان وكل من لديه ثأر شخصى مع أبو تريكة فى الهجوم عليه، أخيرا اتركوا أبوتريكة، لأننا نحبه وندعو له بأن يفك الله كربته، بقدر ما أسعدنا هذا الساحر الذى نحبه، وسنظل نحبه حتى ولو كان إخوانيا.