القرار الأخير لمصر والسعودية والإمارات والبحرين وليبيا واليمن بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية معها، قرار صائب وحتمى فى ظل إصرار العائلة الحاكمة هناك على دعم ورعاية التنظيمات الإرهابية.
ورغم أن القرار تأخر لسنوات تمكنت فيها إمارة الإرهاب من شراء وتكوين مجموعة من التنظيمات الإرهابية فى العراق وسوريا ولبنان ومصر والسعودية وليبيا واليمن والصومال والسودان، إلا أن صدوره حاليا أفضل من التردد فى حسم المواجهة مع تلك الدويلة التى يظن حكامها أنهم يملكون تهديد الدول العربية الكبرى، من خلال إعطاء الأوامر للخلايا الإرهابية التى يتحكمون فيها للقيام بعمليات ضد مصالح ومواطنى تلك الدول.
الأقلام القطرية التى خرجت تهون من قرار قطع العلاقات مع الدوحة ومن وقف خطوط النقل البحرى والجوى والبرى معها، على أساس أن قطر لديها منفذ على الخليج وحدود برية مع إيران، يتجاهلون مجموعة من الحقائق على الأرض، أولها الخسائر الاقتصادية الهائلة التى تتكبدها إمارة الإرهاب جراء تغيير مسارات رحلاتها الجوية وكذا وقف النشاط التجارى والنقل البرى للسلع والأفراد عبر دول الخليج.
والأخطر والأكثر تأثيرا، تأكيد وتكريس تلك الحقيقة بأن قطر راعية وداعمة لأخطر التنظيمات الإرهابية فى العالم من جماعة الإخوان الى داعش والقاعدة وجبهة النصرة والميليشيات المتطرفة بليبيا، بينما يسعى العالم الى التكاتف وتبادل المعلومات والإجراءات لمواجهة تلك التنظيمات الإرهابية ودحرها بعد أن امتدت لأوروبا كلها وكندا والولايات المتحدة وأستراليا.
لن يفيد قطر أنها فى شراكة وتوأمة كاملة مع إسرائيل، ولن يحميها استسلامها للحرس الثورى الإيرانى والملالى فى طهران، كما لن يحمى العائلة الحاكمة طويلا معسكرات الأتراك المرابطين على تخوم العاصمة، فالمواطن القطرى الأصيل صاحب البلد، بات يعرف أن التوسع فى جلب المرتزقة والعلوج من كل حدب وصوب ومنحهم الجنسية القطرية ليس لمصلحة القطريين ولن يفيدهم فى شىء، كما بات يعرف أن إنفاق عشرات المليارات على تنظيمات إرهابية خارجية وعلى إيواء أخطر العناصر بقطر سيعود على البلاد بأضرار جسيمة ولعل أولها العزل السياسى من ست دول عربية.
المواطنون القطريون العرب من أصحاب البلد، يعرفون كذلك أن القواعد الأمريكية لن تحمى بلادهم من العصف والدمار حال اندلاعه من الداخل، بل إن هذه القواعد مرشحة للانتقال من الأراضى القطرية، بعد أن أصبحت أرضا للإرهابيين، ولن يتركها العالم طويلا على ما هى عليه.