منذ بداية شهر رمضان الكريم وعلم النفس يومياً يوجه للجماهير سؤاله عن من هم أشهر الشخصيات الرمضانية المؤثرة عليهم سواء بالسلب أو الإيجاب ويرغبون فى خضوعهم تحت مظلة التحليل النفسى فى هذه المقالات؟
عدد لا يستهان به من الجمهور يطالب بتحليل شخصية الإعلامى القدير وائل الإبراشى. الأمر الذى كان مثيرا للاستغراب لعلم النفس !! لان الابراشى ليس من الشخصيات الرمضانية . فكثيراً ما توقع طلبهم لتحليل شخصيات نجوم لها بصمة واضحة فى شهر رمضان كشريهان، نيلي، الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه....الخ. كما توقع طلبات تحليل لشخصيات مسلسلات، او برامج رمضانية. او اعلانات... الخ.
ولكن طلبهم لتدخل علم النفس لأعماق شخصية إعلامى! كان هذا غير متوقع.
ما سبق دفع علم النفس لتوجيه تساؤلاته للجمهور.. لماذا شخصية الابراشى فى رمضان ؟ ما هو الشىء الغامض بالنسبة لكم أو المؤثر عليكم وتريدون تدخل علم النفس لمحاولة تفسيره ؟
وقد جاءت الردود محفزة لعلم النفس للاستجابة لطلباتهم.. وأغلبها اجتمع على ( أن شخصية الإبراشى للجمهور شخصية مؤثرة، فرغم المتعارف عليه من متابعة المشاهدين فى رمضان للمسلسلات، ولكن برنامجه مازال مستمرا فى رمضان هذا العام رغم توقف أغلب برامج التوك شو، والـغرب أن المشاهدين يتابعونه لأنهم لا يستطيعون عدم متابعته.. ومن وجهة نظرهم ايضاً ان الابراشى مشهور بقدرته على " تسخين الضيوف" فيريدون تفسير لهذا الامر )..
عزيزى القارئ المشاهد: فى علم النفس بصفة عامة للشخصيات انواع كثيرة. ولكن، فيما يقترب من شخصية اليوم فيوجد نوعين من الشخصيات بصفة خاصة.. احدهما الشخصية التى من السهل جداً التعرف عليها من اول لقاء، كلامها كثير، تلقائية جداً وسلوكياتها تنبع من إحساسها فقط وهى ما يطلق عليها بالعامية بـ(الخفيفة). والأخرى الشخصية الرزينة التى توحى لغة جسدها بالوقار، والتى تحدد هدفها ثم تمرر تصرفاتها وكلماتها على عقلها اولاً، كلامها قليل ومن الصعب التعرف عليها الا بمرور وقت ليس بقصير من المواقف، وتسمى بالعامية ( الشخصية التقيلة) وعلمياً ( السمعية ) حيث إن إقناعها يكون بلغة العقل، وتنصت اكثر مما تتحدث .. وعلم النفس يصنف فى توقعاته الابراشى من النوع الثانى من الشخصيات وهى ( الشخصية التقيلة ) وعلمياً (السمعية التى توحى لمن يجالسها بالهيبة والوقار) وتذكروا دوماً انه بداخل كل هيبة يوجد طفل صغير يدارى نقاط ضعفه فى صورته الخارجية .. ويغار عقله على صورته من اهتزازها فيسيطر كثيراً على أحاسيسها الخاصة.. كما يسيطر على حياتها المهنية بدرجة عالية، فيجعلها شخصية عملية، فيصبح من الطبيعى ان يكون من ضمن أهداف برنامجه، التميز، الاستمرار وتحقيق نسب مشاهدة عالية، ولذا فاستخدامه لأسلوب مختلف ومميز، بالفعل ساعده على الوصول للهدف. وهذا لا يعيبه، لان من خلال تحقيق نسبة المشاهدة المرتفعة، سوف يستطيع مقدم البرنامج تحقيق أهدافه الاخرى كمساعدة الناس او إبراز اهم القضايا ... الخ. وهذا يصنف فى علم النفس ضمن الذكاء المهني.. لان مهما كان محتوى البرنامج مفيد، ولكن لن يفيد الناس اذا كانت نسب مشاهدته قليلة..
اذن فالأهم ضمان تحقيق نسبة المشاهدة العالية اولاً ومن ثم استخدامها. وهنا يأتى دور المحتوى..
ذكاءه المهنى ايضاً ساعده على الاحتفاظ بخط سير غير متقلب، واستمرار برنامجه بشكل يجبرك على مشاهدته مهما كانت كمية الانتقادات. وهذا يفسر بامتلاكه لكاريزما للتأثير ..
أما شخصيته الرزينة التى تميل للوقار والدليل احتفاظه بالشعر الأبيض، واستخدام عقله فى تصرفاته، فهذا ساعده على الاحتفاظ بسمعة طيبة.. ولذا فاستخدام العقل وحساب التصرفات لا يعنى أن يمنع الانسان نفسه من متع الحياة. ولكن من المتوقع بنسبة كبيرة، إن مثل هذه الشخصية ان سمحت لعلم النفس باختراق عالمها الداخلي، فستجد انها تستطيع ان تستمتع بحياتها جيداً جداً ولكنها تختار الوقت والمكان المناسب لإسعاد ذاتها ومن يهمها امرهم. كما انها تعرف متى وأين تعطى فرصة لمشاعرها للتحكم، ومتى وأين تعطى الفرصة لعقلها للسيطرة .. ومن المتوقع قلة الاختلاط او الأصدقاء نظراً لميلها للتحفظ ..
إن مثل كاريزما الابراشى المؤثرة لابد وأن تحمل فى نفسيتها أمانة المتلقى.. لأن أصحاب الكاريزما هم من يتبعونهم الناس دون تفكير، ولذا قد نجد ممثلا مشهورا صاحب كاريزما، وقد نجد حرامى محترف صاحب كاريزما أيضاً..
وفى علم النفس فالكاريزما ليست مكتسبة أى لا يمكن تدريب أحد عليها، ولكن هى نعمة من الخالق عز وجل.. لذا فأصحابها بإمكانهم استخدامها فى الخير إن أرادوا وفى الشر إن أرادوا أيضا.