لا تتعجب عزيزي القاريء ان كتب لك قلمي ان الحنين الى فوازير النجمة شريهان في رمضان هو نوع من العلاج الحديث في علم النفس.. ولم اكتب هذا الكلام انطلاقاً من الجنون، او الدعابة، او الاستخفاف بالعقول.
ولكن انطلاقاً من دراسة نفسية لعالم امريكي، توصل من خلالها ان الذكريات الجميلة والحنين الى الماضي لهما اثر فعال في مقاومة شعور الوحدة، القلق، الملل، وبعض حالات الاكتئاب التي أصبحت منتشرة هذه الأيام..
عزيزي القاريء: تردد علم النفس كثيراً قبل ان يمسك بالقلم ليخط مقال عن النجمة شريهان ، أو يفكر في التعمق بعالمها الداخلي .. فكيف للتحليل النفسي ان ينجز هذا العالم في سطور مقال؟!! فحقاً انها مغامرة ..
ولذا فلتسمح لي عزيزي القاريء ان أهديك السهل الممتنع .. أي احاول التعبير بالقليل من الكلمات عن الكثير من الأحداث والمشاعر ..
ان النجمة شريهان هي نفس احتضنت النجومية منذ صغرها، وهذا بطبعه اثقل شخصيتها بالنمو المبكر والثقة بالنفس بشكل لاارادي.. رزقها الله بالقبول فهي من النوادر الذين لا يختلف في قبولهم والإعجاب بهم اخرون.. تعرضت لصعوبات بحياتها مثلها مثل اي انسان، ولكن اكبر صدمة ربما لم تكن المرض، ولكن كان ما اجبرها عليه المرض في الانتقال من عالم الى عالم اخر.. من عالمها الى عالم معايشة واقع المرض وتوابعه ..
هذا العالم اثقل شخصيتها بالروحانية، والصبر..
مرت سنوات...وسنوات ...وسنوات الى ان طلت علينا منذ أشهر قليلة بقرار العودة للمسرح.. حقاً انها نفس "ضد الصدمات" لانها أعطت الفرصة للزمن ومن ثم الآخرين للتعاون معها لرجوعها. فلم تكن صلبة التفكير او الاستسلام كغيرها..
ان التحولات التي فاجأ بها القدر حياة هذه الإنسانة، جعلتها تواجه مرحلة صعبة من مراحل الضغط النفسي. وقرار عودتها بعد مرور هذه الرحلة الطويلة من المرض والاختفاء. كان من اصلح القرارات للتغلب على توابع الرحلة من مشاعر سلبية.. فان كان الحنين الى الماضي مفيد نفسياً فممارسة نشاطات الماضي اقوى في الإفادة للنفس.. وعلم النفس يحذر من طول فترة الحنين الى الماضي بدون محاولة تنفيذ لممارساته ..
النجمة شيريهان واجهت اصعب نوع من انواع الصدمات، وكونها لديها من رزق ما جعلها ام .. فهذا بالمؤكد كان اقوى دافع لها لتخطي صدمتها بسلام .. ولكن، ان سمحت هذه النجمة لعلم النفس باختراق عالمها الداخلي.
فمن المتوقع ان نجوميتها المبكرة، هي من اهم الأسباب اللاشعورية التي اثقلت شخصيتها لتخطي هذه الأزمة .. وان هذه النفس التي عاشت كل المشاعر وعكسها قد احتفظت في عقلها الباطن بلقطات التميز التي ربما ستستمتع بها بعد عودتها هذه الفترة اكثر من استمتاعها بها في الماضي، لانها جاءت بعد الغياب بإلحاح الحنين ..
ولذا فشريهان نموذج يحتذى به في كيف يصبح الانسان قوياً نفسياً قادراً على تخطي صدمات الحياة الغير متوقعة..