مشكلة تيران وصنافير من أهم المشاكل الواضحة على الصعيد السياسى حاليا ويوازيها على الصعيد النفسى فى سرية تامة مشكلة الجنس فى رمضان.
(يا دكتورة انتى لسه صغيرة أن شاء الله اما تاخدى الدكتوراه هتقولى كلام غير ده.. يا فندم انا اخدت الدكتوراه من سنه ٢٠١١ م.. مش معقول !! بس كمان لسه صغيرة اما تعملى أبحاث اكتر هتقولى كلام غير ده.. يا فندم انا عاملة أبحاث كتير ومنشورة ولى كتب وروايات بالأسواق.. يا دكتورة...! يا دكتورة...!! انتى برضه لسه.....الخ ).
ما سبق كان حوار بينى وبين احد الأشخاص المهمين فى الفاصل اثناء استضافتى بأحد البرنامج التليفزيونية.. حيث تعجب هذا الرجل وكاد أن يطيل جداله معى عندما ذكرت أن علم النفس مأخوذ من القرآن الكريم.. ولكنى استنبطت من جداله أنه ليس بمتخصص، فبالفعل سألته: عفواً حضرتك تخصص ايه؟ قانون يا فندم.. وهنا بالفعل كان من واجبى إنهاء الحوار بجملة "تمام.. اسمحلى نخلى المناقشة بوقت آخر".. لأننى بالفعل لم أتجرأ على جداله فى تخصصه، فكيف سيمكننى أن أقوم بإقناع من يجادلنى فيما ليس تخصصه.. حقاً فلو كان يناقشنى لتبادل المعلومات وتوضيح الرؤيا لاختلف الأمر.
عزيزى القارئ: ( لا يكلف الله نفساً الا وسعها ).. هذه الاية الكريمة هى سر نجاح أى طبيب أو مرشد نفسى.. لأنها سر نجاح أى علاقة فى الدنيا، سواء علاقتك مع نفسك آو الآخرين.. فالخالق عز وجل ما منعنا من شيء فى الحياة الا ويعلم أن النفس البشرية لديها القدرة على أن تمتنع عن هذا الشىء.. والعكس صحيح، فما أجاز لنا شيء فى الحياة الا رفقاً بالنفس البشرية لعلمه عز وجل باحتياجها الشديد لهذا الشيء.. وهذا ما يفعله علم النفس، الذى دوماً ما تكون جلساته أو نصائحه أو خطته مبنية على أساس ما تطيق النفس تحمله.. ولذا قد يتعجب أحدهم عندما ينصحه علم النفس بأن يأخذ إجازة من مسؤولية أولاده أو عمله أو مصدر الضغط عليه، وذلك لان علم النفس قد قام بدراسة الحالة وتوصل إلى أن طاقتها لا تتحمل بهذه الفترة أى مسئوليات... وقد... وقد...الخ.
والجنس الحلال هو من الاحتياجات الأساسية للنفس البشرية مثله كالطعام والشراب والهواء. ولذا أجاز الخالق العلاقة الحميمة بين الزوج وزوجته ما بين الإفطار والسحور فى رمضان، ولكن مازالت زوجات تمنعن أنفسهن عن أزواجهم بطريقة لاإرادية، نظراً لانشغالها الشديد فى أيام الشهر الكريم بالعبادات ومتطلبات المنزل. والعكس فبعض الازواج لا يتوقعون مدى احتياج زوجاتهم لهذه العلاقة، وينشغلون عنهن بالعلاقات الاجتماعية والعزومات والعبادات ايضاً..اذن نظراً لضيق الوقت من الطرفين فعدد لا يستهان به استعان بعلم النفس فى هذا الأمر ولذا كان هذا المقال كما يلي:
إن العلاقة الحميمة اذا كانت برغبة متبادلة من الزوجين وليس كأداء واجب فقط فى رمضان فإنها تساعد على تقوية الانسان نفسياً على صيام اليوم التالى، تحسين مزاجه، التخفيف من عصبيته وخصوصاً للمدخنين، تجديد الطاقة والنشاط والحيوية، الاستفادة من ساعات النوم العميق حتى وان كانت قليلة، والتأثيرات الإيجابية لهذه العلاقة أن كانت بشكل جيد تستمر لمدة 48 ساعة.
اذن مما سبق يدعو علم النفس كل الازواج والزوجات بعدم إهمال هذه العلاقة فى رمضان لانها تحسن من الصحة النفسية ومن ثم الجسدية وبالتالى الاسرية ومن ثم الاجتماعية اذن فى النهاية هى تساعد على العطاء وبالتالى فهى أمر إيجابى يثاب المرء عليه.. وبصفة عامة فالنفس البشرية يلزمها أن يكون لديها وقت فى ايام رمضان لكل شيء وليس لقراءة القران فقط، او مشاهدة التليفزيون فقط، أو العزومات فقط....الخ. ولكن، قمة الصحة النفسية أن يكون يومك فى رمضان به وقت لكل شيء ولكن تختلف كمية الوقت من شيء لآخر وفقاً لأهميته.. أما من يقضى وقته كله فى رمضان لشيء واحد فقط، فهذا أمر غير صحى نفسياً ومن ثم جسدياً واجتماعياً ووظيفياً وروحانياً..