الهجوم الإرهابى الأخير على سيارة أمن مركزى على طريق الأتوستوراد بتفجير عبوة ناسفة مزروعة ومن قبله إطلاق النار على معاون مباحث فى المنيا واستهداف كمين شرطى بطريق المقطم، تكشف بوضوح عجز التنظيم الدولى للإخوان وخلاياه التابعة عن تغيير الأوضاع فى البلد باستخدام وسائل حروب الجيل الرابع من نشر الشائعات والأخبار الكاذبة والأفلام المفبركة للوقيعة بين المصريين ودفعهم للتظاهر والفوضى.
لم يتبق لتنظيم الإخوان الإرهابى وخلاياه التابعة إلا أن يعبر عن نفسه بوضوح كتنظيم إرهابى ويرفع السلاح فى وجه الشرطة والجيش والمؤسسات الأمنية عموما، من خلال عمليات عشوائية لخلايا متناثرة تحاول أن تثبت عدم اندثار التنظيم بالكامل فى مصر وأن له أذرع ورجال يواجهون السلطة، رغم الضربات الموجعة التى تلقاها ورغم تجفيف النسبة الأكبر من منابع تمويله.
الجانب الإيجابى فى هذه الحوادث الإرهابية المتناثرة، أنها تجعل المواجهة مع تنظيم الإخوان وخلاياه التابعة أمنية تماما دون أى بعد سياسى أو أيديولوجى ودون أى غطاء حمائى من جهات دولية أو استخباراتية أجنبية، كما تجعل مظلوميتهم التى يسوقونها بالإعلانات المدفوعة فى وسائل الإعلام الغربية وفى قنوات التحريض من الدوحة إلى أنقرة ولندن، مجرد كلام فارغ لا ينطلى على أحد لا فى مصر ولا خارجها.
جميل أن يكون اللعب على المكشوف بهذه الطريقة وأن تحرك الجماعة الإرهابية صبيانها لاستهداف عناصر الشرطة أو الأقباط فى مواجهة أجهزة الدولة، فسقوط صبيان الجماعة الإرهابية وخلاياها حتمى وإن نجحوا فى إطلاق النار هنا أو زرع عبوة ناسفة هناك، كما أن هذا المسار من الصراع محسوم بتدمير التنظيم الدولى وجماعته فى مصر وعدم السماح لهم بأى ورقة سياسية يستترون وراءها ويجندون من خلالها المزيد من الشباب.
يتبقى فى هذه المواجهة أن تحسم الدولة موقفها من الأحزاب السياسية الداعمة للإرهاب وذات الصلة بتنظيم الإخوان، بالتصدى لحلها فورا وإحالة قياداتها للمحاكمة، خاصة أن قيادات الأحزاب الإرهابية مثل البناء والتنمية ومصر القوية تناصب الدولة العداء وتدعم الإرهابيين المدرجين على قوائم الإنتربول الدولى وتلتقيهم فى الخارج.
مثلما تواجه الدولة ممثلة فى أجهزتها الأمنية خلايا الإرهاب والإجرام عليها أن تواجه السياسيين الإرهابيين والمجرمين بحسم، فالمعركة لا تحتمل الهزار أو التساهل وإذا كان التنظيم الدولى يدفع كثيرا لدكاكين حقوق الإنسان فى الخارج حتى تؤكد صورة نمطية سلبية عن الإدارة المصرية، فلكم فى تريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا أسوة حسنة ولتعتمدوا مقولتها الشهيرة «سأمزق ميثاق حقوق الإنسان فى المواجهة مع الإرهاب».