قطع الرؤوس.. الرايات السوداء، تدمير الكنائس والمعابد والآثار فى سوريا والعراق، آخر إنجازات داعش هو تفجير جامع «النورى» ومنارة الحدباء فى الموصل بالعراق، مساجد وقباب أثرية مدرجة ضمن لائحة التراث العالمى باليونسكو مثل مدينة الحضر، وآشور ومدينة تدمر الأثرية فى سوريا.
كما دمرت داعش عدة مساجد قديمة مثل مسجد النبى يونس فى الموصل، الذى يعتقد بأنه يحوى رفاة النبى يونس أو «يونان»، وكذلك مسجد النبى شيث، بالإضافة إلى تدميره لعدة مساجد وكنائس ومعابد أيزيدية، والمراقد الشيعية.
يحرص داعش على تصوير وبث عمليات التدمير بأفلام فيديو قصيرة مثلما فعل فى تدميرهِ لآثار متحف الموصل، وكذلك جامع النبى يونس ومدينة تدمر. فيما يبدو نوعا من التعمد لإعلان أن داعش طريق لتدمير الآثار والحضارة، خاصة فى الدول ذات الحضارات القديمة.
داعش هو مولود مسخ ناتج لتزاوج القاعدة وبقايا التنظيمات الإرهابية مع أجهزة الاستخبارات، وبالتالى من الصعب النظر إليها على أنها مجرد تنظيم دينى، داعش بالطبع تقدم صورة دموية وبدائية عن الدين، وتحرص على أن تقدم أكثر الأمثلة بدائية، ربما لصلات تربط هذه التنظيمات بالدول التى تمولها، وربما تكون ضمن اتجاه الجهات والدول التى تمول داعش وتنظيمات الإرهاب، لإزالة أى آثار للحضارة حتى يسهل إعادة تقسيم هذه الدول، لأن الأمر تجاوز إعلان الرغبة فى التغيير ومواجهة التسلط، إلى رغبة فى القضاء على هذه الدول وآثارها.
ولا يفرق داعش بين آثار إسلامية أو مسيحية سنية أو شيعية إيزيدية أو بابلية أو آشورية، الهدف هو تدمير كل هذا وتفكيكه، وربما بيعه فى أقل الفروض سوءا، لأن البيع قد يكون نوعا من الحفاظ على الآثار، خاصة وبعضها لا يمكن أن يصمد للتفجير، أو تأثيرات الحروب.
اللافت للنظر أن بدايات نهب التراث والآثار بالعراق، بدأت مع الغزو الأمريكى فى 2003، وهناك تقارير عن وقوع أوسع عمليات نهب للآثار بعضها من قبل القوات الأمريكية الغازية نفسها.
الدول التى تمول داعش والنصرة والتنظيمات الإرهابية ومنها قطر وتركيا ربما تكون ضالعة فى عمليات تهريب وبيع الآثار العراقية والسورية، مثلما هى متورطة فى الاتجار بالنفط العراقى والسورى المنهوب. ولهذا تبدو عمليات الإدانة التى تصدر من دول ومنظمات تجاه تدمير داعش للآثار، إدانات شكلية لا تبدو الدول الكبرى جادة فى مواجهة هذا التدمير للآثار، لأن بعض هذه الدول تستفيد من الاتجار فى الآثار، أما داعش فهى لا تفرق بين آثار إسلامية أو بابلية مسيحية أو إيزيدية، فيما يبدو أنه جزء من أهداف قيام داعش وغيرها، وهو ما يجعل هذه التنظيمات، اقرب للمغول والتتار بصورة حتى أقل حداثية.