دشن الكاتب المبدع أحمد رجب فى زاويته الأشهر «نص كلمة» بجريدة الأخبار، وقبل رحيله إلى دار الحق، حكمة عبقرية نصها: «فى فترات الثورات، هناك ألوف الصعاليك الذين يحاولون دخول التاريخ، لكن المشكلة أن التاريخ ليس له إلا باب واحد فقط لدخول العظماء».
وعقب اندلاع ثورة يناير، حاول المئات من الصعاليك توظيف الحراك الثورى لدخول التاريخ من باب السفالة والانحطاط وقلة الأدب، وإهانة المؤسسات وتشويه الرموز واغتيال سمعة الشرفاء، ولتحقيق هذا الهدف المهم بجانب جنى مغانم المال والسلطة، أبدوا استعدادهم للتعاون مع الشيطان، فلا مانع من التعاون مع كل الدول والكيانات والأجهزة والمنظمات العدوة، لإسقاط مصر فى الفوضى.
وللأسف الدولة ارتكبت فى عهد المجلس العسكرى السابق، خطيئة ابتلاع إهانة أسماء محفوظ وزياد العليمى، للمشير حسين طنطاوى، والمجلس العسكرى، ومرت الإهانة دون محاسبة أو وقفة، ما أدى إلى استمراء إهانة الجيش، والقضاء والشرطة وكل الرموز، ووصل إلى استحداث شعار العار «يسقط يسقط حكم العسكر».
وتوالت الإهانة للمؤسسات ووصلت إلى مداها على يد الكومبارس «أحمد مالك وقرينه شادى»، عندما وزعا الواقى الذكرى على مجندى الشرطة الغلابة، واعتباره «بالونات»، ثم كانت الكارثة الأكبر فى إعداد فيديو كعك العيد، الذى تعرض للجيش بالسخرية والتسخيف والتسفيه، فى هذا التوقيت الذى تخوض فيه مصر معركة خطيرة ضد الدول الداعمة للإرهاب.
ولو مرت واقعة فيديو كعك العيد الساخر والمسفه للجيش المصرى دون محاسبة قوية، فلا تلومن إلا أنفسكم، فيجب تقديم كل من شارك فى إخراج هذا الفيديو من ممثلين ومنتجين وداعمين، لمحاكمة عسكرية فورا، وتوقيع أقصى العقوبة ضدهم، ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر، فلم يعد هناك بقايا من رفاهية الصمت والطبطبة والحنية، لأن نتائجها كارثية.
ولو مرت الإهانة مرور الكرام دون محاسبة، فنبشركم بأنه لن يستطيع أحد أن يقف مستقبلا أمام هؤلاء الصعاليك والفشلة فى التطاول والسفالة وقلة الأدب على الجميع، وتصدير الاكتئاب، ونشر اليأس والإحباط بين الناس، لأن هؤلاء السفلة، منزوع من صدورهم كل القيم الأخلاقية والوطنية، وانتفخت أوداجهم بكل ما هو منحط وسافل ووقح، تحت شعار الحرية، وإذا كان قوام الحرية، هى السفالة والانحطاط وإهانة الوطن ومؤسساته، وتحديدا المؤسسات الحامية مثل الجيش والشرطة، فلتذهب حريتهم إلى الجحيم.
ولا نعرف على أى أساس بنى جهابذة وعباقرة الثورة والمتعاطفون معها، عقيدتهم بأن السفالة والانحطاط وقلة الأدب، حرية رأى وتعبير، ومثال حيوى للحراك الديمقراطى الصحى، ونسألهم: يا أيها الجهابذة فى علم الثورات «الفنكوشى»، والخبراء فى العلوم السياسية والاستراتيجية «البتنجانية»، هل هناك حضارة واحدة منذ بدء الخليقة وحتى الآن جوهر عظمتها وقيمتها سوى القيم الأخلاقية؟ انظروا إلى كل الشعوب المتقدمة والمتحضرة من عينة اليابانيين، كيف يتمتعون بالقيم الأخلاقية والإنسانية، ويكاد معظمهم لا يدين بديانة سماوية، ومع ذلك تحكمهم منظومة أخلاقية عظيمة.
ومن المعلوم بالضرورة أن صعود الصعاليك لتصدر المشهد، مؤشر قوى على بداية سقوط وانهيار الأمم، والعظماء فقط هم بناة الحضارة، وصناع المجد، وقادة الأمم نحو التقدم والتنمية والازدهار.
ولا يجب الرضوخ لكهنة التبرير، ودجالين التنويم المغناطيسى، من أن هؤلاء الشباب أنقياء وغير مسيسين، وأنهم وطنيون ويحبون البلد حبا جما، وهى تبريرات تتماهى مع تبريرات حب الدببة، وهو الحب القاتل والمميت، فلا يمكن أن نستبعد أن هؤلاء المسيئين للجيش، مدفوعون من تحالف الشر الذى يضم جماعة الإخوان الإرهابية، والحركات الفوضوية، واتحاد ملاك يناير، والمتسكعين على صفحات التواصل الاجتماعى، والمتنطعين على مقاهى وسط القاهرة، من الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الدولة، دون أى حيثية شرعية، أو صفة قانونية، أو تفويض رسمى من الشعب، ويجعلون من أنفسهم، كيانا فوق المؤسسات الرسمية والقانونية، ولا هم لهم إلا الطعن فى شرف العسكرية المصرية!
لا يمكن الصمت على هذه الجريمة النكراء، فى ظل ما يبذله أبناء القوات المسلحة من أصغر جندى إلى أعلى رتبة، من جهود خارقة، بداية من خوضهم معارك حامية الوطيس، فى مكافحة الإرهاب على الحدود الشمالية الشرقية، والمنطقة الغربية، والمنطقة الجنوبية، تحت نيران الشمس، صيفا، ووسط الثلوج شتاءً، إلى جانب معركة طحن عظام الوقت فى معركة البناء والتنمية، وتحقيق الإنجازات المغلفة بالمعجزات فى نفس الأجواء المناخية، والتدخل لحل الأزمات وتوفير السلع والأدوية، وغيرها من مناحى الحياة.
أبناء القوات المسلحة، ومن خلفهم شرفاء هذا الوطن، يبذلون كل غال ونفيس لإنقاذ البلاد من الانهيار، ودفع عجلة التنمية، بينما المتنطعون والمتسكعون وعلى جثث الغلابة وأطلال الوطن يقتادون، لا يعجبهم، ويتخذون من حكمة «لا منهم ولا كفاية شرهم» عملا ونهجا، ولا يشعرون بأى نوع من أنواع الندم على ما وصلت إليه البلاد حاليا من نتاج أعمالهم، بل مستمرين فى ممارسة نفس لعبة الخيانة والمؤامرة لتدمير الوطن، ومحاولة الدفع به بكل قوة نحو الهاوية.
نعم يا عزيزى، يمكن لك أن تقولها بأعلى صوت، نحن نعيش زمن المسخ وانتهاك شرف الحكمة والفضيلة بمنتهى الفجاجة وغلظ العين، زمن أصبح فيه «الفاشلون والصعاليك» يعظون، و«الخونة» من فوق منابر الشرف يتحدثون، و«أصحاب السلوك المعوج» بعباءة الأخلاق والقيم يتدثرون، وللشرفاء يشوهون.
هؤلاء لم يقدموا شيئا لبلادهم إلا شعارات وتجارة كلام، وتسفيها وتسخيفا وسفالة وانحطاطا، يزعجهم ويصيبهم باضطرابات نفسية وعقلية، نجاح جيش بلادهم فى حل الأزمات، والقدرة على المواجهة وحل أعتى المشاكل. إنهم كارهون حتى لحامى حمى شرفهم وأعراضهم وممتلكاتهم.
ولذلك نقول لهم قولا واحدا: «بيادة أصغر جندى أشرف من أشرفكم وبرقبتكم جميعا».