«لو» تفتح عمل الشيطان، و«لو» استمر الإخوان فى حكم مصر، كانت أحوال البلاد على النحو التالى:
(1) سيطرة الميليشات الدينية واستفحال حروب الشوارع: تأكد الإخوان أن الجيش ليس جيشهم وأن الشرطة ليست شرطتهم، وأن هذه المؤسسات الوطنية الراسخة يستحيل أخونتها، وبدأوا فى تأسيس ميليشياتهم المسلحة الخاصة، لقمع معارضيهم على غرار ما كان يحدث فى المقطم، والتحرير وعلى أسوار الاتحادية، وفى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى وأقسام الشرطة والمحكمة الدستورية، ميليشيات «الصيع والبلطجية»، واستنساخ لتجربة الحرس الثورى الإيرانى، وأشرف على تنفيذها خيرت الشاطر وحازم صلاح أبو إسماعيل.
(2) تعيين المرشد زعيما روحيا للبلاد بسلطات أعلى من الرئيس المنتخب: وتحويل مرجعية الحكم الرئاسى من الاتحادية إلى المقطم، لضمان عدم خروج الحكم من قبضتهم أيا كانت الوسائل، ويكون ترشيح الرئيس من مكتب الإرشاد، وأداؤه اليمين أمام المرشد أولا، وبدأت البروفة بتعيين العناصر الإخوانية المطلوبة للعدالة فى القصر الرئاسى، وأصبحوا المستشارين وكبار رجال الدولة، وتعاملوا مع أخطر الأسرار وأدقها بعقلية الجواسيس.
(3) إشعال الصراع الدينى بين السنة والشيعة: وتوطيد دعائم حكمهم بإدخال البلاد فى حزام الحروب الدينية المشتعلة فى المنطقة، وتوريط الأزهر الشريف فى الحرب، ليفقد مكانته التاريخية كمنبر للاعتدال والتسامح والوسطية، واختيار القرضاوى شيخا للأزهر، ومشرفا عاما مع مرشد الإخوان على إقامة الخلافة، ونشر الفكر الإخوانى فى ربوع البلاد، وإحكام السيطرة على المنابر الدينية.
(4) أخونة القضاء وتسريح ثلث القضاة: وكانت الخطة المعدة هى النزول بسن تقاعد القضاة إلى 60 سنة، وفتح التعيينات لقضاة جدد من الإخوان أعضاء نقابة المحامين، والكشوف والترشيحات معدة سلفا، وتم اختيار وزير عدل إخوانى، ونائب عام ملاكى لتنفيذ هذه المهمة، التى تعطلت لموقف نادى القضاة التاريخى ضد الأخونة، ورفضهم استمرار النائب العام الإخوانى، الذى لفق القضايا للأبرياء فى الاتحادية، وجعل زبانية التعذيب شهودا عليهم.
(5) الأقباط بين التهجير ودفع الجزية: فى زمن الإخوان ازدهرت فتاوى دفع الجزية، وزادت معدلات تهجير الأقباط من القرى بشكل لم يحدث فى تاريخ مصر، وكانت المفاجأة أنه كلما زاد القهر والقتل والحرق، زاد تشبث الأقباط بتراب وطنهم، وزاد إصرار المسلمين على الوقوف فى خندق واحد مع شركائهم فى الوطن، واتحدت الأمة على قلب واحد، رغم أنف الإخوان والسلفيين والمتطرفين، فانتقموا من مصر كلها بحرق وتفجيرات الكنائس، وجاءت كلمات البابا تواضروس الرائعة بلسما شافيا «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».
(6) ضياع سيناء إلى الأبد: ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، هو الذى أصدر قرارا بوقف تملك الأراضى فى سيناء، بعدما تعددت عمليات اختراق الحدود، ورفع أعلام حماس على أماكن سيادية فى رفح والعريش، وهجوم الحمساويين لشراء الأراضى من رفح حتى الإسماعيلية بأسعار باهظة، على غرار ما فعله اليهود قبل احتلال فلسطين، وكان قادة حماس يتصرفون على أن سيناء هى أرض الميعاد، وقتلوا جنودنا تحت رعاية رئيس خائن، لم يخجل وهو يصرح بأنه يحمى الخاطفين والمخطوفين، وكأنه يعطى ضوءًا أخضر لمزيد من العمليات الإرهابية.
الخلاصة: «لو» استمر الإخوان فى حكم مصر، لم نكن نجد شيئا اسمه مصر.. لا الشوارع هى الشوارع ولا البيوت هى البيوت ولا البشر هم البشر.