يتفق الجميع على أن لمصر تاريخ طويل مع الثورات التى لم تكن حادثا قدريا بل كانت بسبب الاستبداد والظلم والفشل لأنظمة ظالمة حكمت مصر، آخرها كانت باسم الدين.
هذه الثورات أثبت من خلالها الشعب المصرى أنه شعب يتميز بالصبر والتريث ولكنه ليس شعبا مسالما أو خانعا يرضى بالذل والهوان، ولكنه يعمل على تغيير الأمر الواقع، بعد ان يفيض الكيل تجده يثور حتى الخلاص من الظلم.
وفى ذكرى 30 يونيو لا ينكر احد أهمية ما حدث فى هذا اليوم المهم فى تاريخ مصر حتى وان كرهه المعارضون، ما حدث فى هذا اليوم هو اعلان وفاه ما يسمى بمؤامرة الربيع العربى المزعوم وضياع اموال وتحطيم مخططات الراعين لها، والاهم وفاة جماعة الاخوان المسلمين والتيارات الاسلامية المتاجرة بالدين، الذين ظلوا لسنوات طويلة يدعون التدين واقامة الشرع والسعى لنشر قيم التسامح و الخير وكسبوا تعاطف الشعب حتى وصلوا للحكم، وبدلا من حلول الخير والرخاء ظهر الانقسام والتخوين والتكفير والقتل فى مظاهر جديده على شعب لم يعتد سوى على التسامح بين افراد شعبه وبين صاحب دين سواء مسلم او مسيحى .. ولم يثبت على مر التاريخ شىء غير ذلك سوى التكاتف فى وقت الشدائد والترفع عن الطائفية والتخوين.
هدفى ليس سرد ما حدث فى تلك الفترة فالجميع شاهد على تفاصيلها ولكن الهدف هو التأكيد على ضرورة استغلال الفرصة التاريخية من الشعب والدولة لتغيير الفكر المتوارث فى فهم الاحداث واختيار مجالس النواب وقادة البلد برفع الوعى وادراك حجم الاخطار الحقيقيه المحيطة بمصر لتحقيق تطلعات الشعب الذى راهن على عزل الاخوان وحقق ما يريد برعايه القوات المسلحة.. هذا النجاح ارسل رسالة حازمة انه لن ينتصر المستقبل بتوظيف الدين ولا استخدام القوة لقهر الناس وإخضاعهم بتلميحات دخول الجنه او النار فلا احد يملك ذلك.. بل سينتصر المستقبل بهؤلاء الأطفال والشباب الذين يحملون فى انفسهم العزم والاراده وتحمل المسئوليه بالعلم والتكنولوجيا وحب الوطن والغيره عليه.
انا هنا اردت تناول الأمر من زاوية مختلفة، فالتاريخ هنا يذكرنا انه فى العصر الحديث قامت مصر بخمس ثورات فى أقل من 120 سنه تقريبا ولم نستفد منها سوى التغيير ويتوه منا الطريق، اللهم إلا بعض المشروعات التى يراها البعض انجاز والآخرون يرونها خداع او فنكوش فى حاله انكار للواقع.. مثل المشروعات التى افتتحت الشهور الماضية ولم تظهر لها تأثير على الافتصاد والمواطن بعد.. ربما فى ذكرى 30 يونيو العام القادم يظهر لها نتائج ايجابيه بشرط الصبر وزيادة وعى الشعب بما يقال او يروج او يقلل من العزيمه عن طريق احترام قيمه المواطن والمواطنه مع ضروه الاهتمام بمتطلبات حياته اليوميه من ضبط الاسعار والرقابه الصارمة على الأسواق والعملة ومحاصرة المحتكرين والفاسدين .. وقتها لن تستطيع جماعة مهما كان داعميها ان تكسر وطنا كمصر وشعبا كهذا الشعب وجيشا وطنيا كجيش مصر.