ما تنقله كاميرات التليفزيون من صور للمدن التى يتم إخراج داعش منها، يساوى آلاف الدروس السياسية والعسكرية التى تمتلئ بها كتبنا العربية، وكل هذا لا يساوى قيمة الدمعة التى لمعت فى عينى أم عجوز عادت للموصل بعد 3 سنوات من البعاد، عادت لكنها لم تجد المدينة التى تحبها، أصبحت الموصل فى العراق وسرت فى ليبيا وحلب فى سوريا، مدن أشباح شاهدة على الذين خانوا أوطانهم وخذلوها عند أول اختبار، وكما يقول المثل الشعبى: «ذهبت السكرة وجاءت القكرة» فبعدما سيعود أهالى مدن الأشباح هذه لن يتفاجأوا فقط بحجم الخراب، لكنهم أيضا سيجدون أنفسهم أمام واقع مظلم آخر بفعل فساد السلطات المحلية وغياب قوة القانون، فيحكى كثيرون فى العراق وليبيا عن منازلهم التى استولى عليها آخرون بقوة السلاح، أو صادرتها الدولة بداعى الأمن، فيصبح الظلم مضاعفًا وفرحة العودة منقوصة.