رسالة بليغة وجهتها السيدة نجلاء سامى، زوجة الشهيد العميد عامر عبد المقصود، إلى القاتلة سامية شنن التى مثلت بجثة العميد الراحل بعد مقتله هو زملائه فى مذبحة قسم كرداسة، وحتى نضع الرسالة فى سياقها، لابد وأن نسترجع أولا فى عجالة تفاصيل المذبحة الوحشية التى ارتكبها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وما فعلته القاتلة الإرهابية سامية شنن التى قضت المحكمة بالحكم عليها بالسجن المؤبد.
أحد عشر ضابطا وفرد شرطة، كانوا موجودين داخل قسم شرطة كرداسة، قتلهم الإخوان فى مجزرة وحشية موثقة بالصوت والصورة على مواقع التواصل الاجتماعى، ومثلوا بجثثهم وأهانوهم أحياء وأمواتا، ورأينا جميعا كيف اقتحم عناصر الجماعة الإرهابية قسم الشرطة، وأطلقوا الرصاص على الضباط الموجودين، ثم ألقوا عليهم المواد الحارقة، وضربتهم النساء بالأحذية والشباشب فى تصرف لا يصدر إلا عن مرضى متوحشين،.
وشاهدنا فى الفيديوهات المتداولة على يوتيوب كيف كان ينادى العقيد عامر عبد المقصود، نائب مأمور القسم، على شربة ماء، وهو صائم فتسقيه القاتلة الإرهابية سامية شنن «مية نار» بتشف وحشى، ثم يجهز القتلة عليه بدم بارد، وبعض منهم يصور لحظات القتل مع سبق الإصرار، وكأنها عمل وطنى يتم تسجيله للتاريخ، ثم ينشره على العالم ليبقى دليل إدانة وعلامة على وحشية جماعة الإخوان الإرهابية.
وها هى السيدة نجلاء سامى تشهد لحظة الحكم بالإعدام على 20 من قتلة زوجها وزملائه والحكم المؤبد على 80 آخرين شاركوا القتلة جريمتهم الوحشية ومن بينهم القاتلة سامية شنن، وفى تلك اللحظة التى تدمع فيها العيون وتستعاد فيها الذكريات المؤلمة ويرفع المظلوم رأسه متوجها إلى الله بالشكر على القصاص، خاطبت زوجة الشهيد قاتلة زوجها قائلة: «هاتعيشى وتموتى سجينة، أى نعم ولادك هايزوروكى، لكن عمرك ما هتكونى حرة طليقة، وإذا كنتى نفدتى من حكم الإعدام، حكم ربنا مستنيكى، لأن ربنا أقوى من الكل.. وعموما وجودك فى السجن أسعدنى، لأن اللى هايتعدم هايموت فى ثانية وهايرتاح، لكن إنت مش هترتاحى أبدا».
هذه الرسالة التى وجهتها زوجة الشهيد تعكس ألم ومعاناة أهالى الشهداء من تأخر صدور الأحكام الرادعة، رغم المطالبات المستمرة بالعدالة الناجزة ورغم تخصيص دوائر قضائية فى المحاكم الجنائية لقضايا التطرف والإرهاب، فالسنوات الأربع التى استغرقتها قضية مذبحة كرداسة، كان القتلة خلالها يتنفسون هواءنا، ويتناولون طعامنا ويخرجون ألسنتهم للمجتمع والدولة، ويقتلون كل يوم الرغبة فى الحياة، وإمكانية الحياة لأسر الشهداء، الذين لايفهمون كيف يضحك القاتل لحظة ارتكابه جريمة القتل ويضحك عند القبض عليه، ويضحك بعد محاكمته، ويفوز بالأيام والشهور، بينما المجتمع صامت والمؤسسات غارقة فى البيروقراطية، وضائعة بين الإجراءات وألاعيب المحامين.