منذ أن بدأت معركة تحرير الموصل فى أكتوبر من العام الماضى، لم نرَ فى وسائل الإعلام العربية والعراقية سوى صور الخراب فى شوارعها، وآثار القذائف على جدران المدينة، وآلاف الأسر النازحة تحمل على أكتافها الأمتعة، وعلى وجهها عار ضياع الأوطان.. لم نرَ حتى الآن أثرًا لواحد من أعضاء تنظيم «داعش» الإرهابى، الذى تقول القوات العراقية إنها تنتصر عليه يومًا بعد يوم. كل الشواهد تقول إن التنظيم عاش هنا.. دمار المدينة، شعارات التنظيم، شهادات الأهالى، وبالتالى لا نستطيع تكذيب السلطات العراقية، لكن السؤال الذى يثير القلق، يتعلق بمكان اختفاء مقاتلى التنظيم المتطرف الهاربين من المدينة، خاصة مع ندرة قواعد البيانات عن التنظيم وأفراده، وكأنه وحش من قصص الأساطير يسكن قلعة مظلمة، والأخطر فى احتمالية هروبهم لسوريا، أن يتجول هؤلاء بين المدنيين كلاجئين لينتشروا فى البلاد الأخرى كالطاعون.