السؤال الذى طرحه الزميل محمد مجدى السيسى فى موقع برلمانى، حول المستفيد من شائعة وفاة الدكتور كمال الجنزورى، ليس له سوى إجابة واحدة: «لا أحد»، حتى وإن كثرت التكهنات حول من يكرهون الرجل أو يحقدون على قيمته، وتبقى الشائعة فى حد ذاتها كاشفة لأخطر ما جنته أيدينا من انسحاقنا حتى النخاع أمام سطوة الفيس بوك، وإذا كنا نعذر رعونة البعض فى تصديق ونشر الشائعة، لا نستطيع أن نغفر لمواقع إخبارية وصحف تورطت فى نشر الخبر دون تحقق، ويعرف مروجو الشائعات على مواقع التواصل أن أنباء الوفاة الأكثر تصديقًا والأسرع انتشارا، لأن الموت فى الأصل لا يقبل الشك، لذلك هم يبيعون تجارة يضمنون رواجها، لا لشىء سوى الاطمئنان على قوتهم وتأكيد ضعفنا أمام الرغبة فى أن يكون كل واحد منا أول من ينقل الخبر، فيصلح أمام أصدقائه عالما ببواطن الأمور، وصديقا لصناع الأخبار، ومقربا من عزرائيل، بينما هو فى الحقيقة ببغاء عقله فى أذنيه وروحه أسيرة لشاشة الهاتف، ويهتم بعلامات الإعجاب أكثر من حبه للحقيقة.