(1)
اتخذتموني خصمًا وندًا، خرجت جحافل الفئران من جحور السوشيال ميديا، يدافعون عن أصنام صنعتموها خشية أن أحطمها بفأس الحقيقة، تنكر كلمات لا تريد أن تسمعوها، ولا تريدوا أن تصل لأولئك الذين تاجرتم بأحلامهم.
أعترف حتى قريب، كنت من هؤلاء المُتاجر بهم، أتذكر عامي الأول في هذه المدينة الصاخبة، التي جعلتموها معشر النشطاء -إلا قليلا- «حانات» تلهون فيها ثم تخرجون أمام العامة تغتسلوا بشعارات العدالة وحرية الرأي التي لا تجاوز حناجركم، شعارات صدقتها ذات يوم وها هي تسقط فى أول أختبار.
مرتزق وصفني بالخائن، وهو الذي ارتمى بين أحضان رجال الأعمال بحثًا عن شهوة السبوبة و «أورجازم» المصلحة وشبق المال، ولم يمر الزمن إلا يسيرًا حتى اتهمهم بخراب البلد، عندما توقفت عطايهم.
صديقي رجل الأعمال المقرب، حكى لي أنه تبرع لصندوق نذور هذا المرتزق، الذي حمله وتجول به بين أروقة رجال المال والأعمال مبتزًا، ومستندًا على شبكة علاقات كونها أثناء عمله الاعلامي، لكن صديقي رجل الأعمال لا يعلم حتى الآن أين ذهبت أموال تبرعه، حاله كحال رجال أعمال أخرون فعلوا ذلك، وعندما تجرأ في السؤال عن مصير الأموال، هدده هذا الكائن المبتز بمبدأ "تكلم الـ... تلهيك والي فيها تجيبه فيك"
أخر يذكرني بمثل «عريان الـ.. يتأمز تأميز ويقول باب الخماره منين» نكره لا يعرفه سوى رواد التواصل الاجتماعي، قضى ساعات يقلب صفحتى على الفيسبوك بحثًا عن أي شيء يبرر له السب واللعن ضدي، يقول إني كنت من «الثوار» ثم صبأت، نعم.. أنا ثائر ضد كل متلون يدّعي الفضيلة مثلك، ثم يأكل من خزينة «عاهرة» محظورة ثبت بالدليل القاطع أنها إرهابية.
«إمعة» آخر استمر في مزايدته وهو متورط في عمليات ابتزاز جنسية لزميلات في صاحبة الجلالة، أليس ذلك كافيًا لسكوته.
وغيره الكثير والكثير، من المزايدين على وطنيتي، ولكن هناك سؤال، لا أريد له إجابة، هل كانت كتاباتي تحمل ذرات فلفل حار، أم ماذا كانت تحمل، لكل هذا السواد؟
(2)
«إن البقر تشابه علينا».. من كثرة ما هم مضللون، اعتبروا أن الحريات في بلادهم شيء وفي تركيا وقطر شيء آخر، فدائمًا ما يستندون في تقاريرهم إلى منظمات بعينها، ويغضون الطرف عن حينما تصدر ذات المنظمات تقاريرها تجاه أنقرة والدوحة.
«زي القرع يمد لبره»، حتى لو القرع بايظ الإخوان ليس لديهم مشاكل، أنصار الإرهابية يسبحون بحمد «أردوغان.. الخليفة الفاجر»، نشرت موضوعًا بذات الكلمات استثار حفيظة مناصري الجماعة الإرهابية، حتى قال أحدهم دا أحسن رئيس وأنضف بلد، تركيا بلد الحريات..عاش تركيا يعيش.
بالأرقام تعالوا إلى كلمة سواء بيينا وبينكم، في ليلة الثورة التركية التي شهدتها أنقرة العام الماضي، قتل 250 مواطنًا، و2193 مصابًا، واعتقلت سلطات «الثور الهايج» 50510 شخصًا منهم 8815 شرطيًا و97 عمدة ولاية و116 قائم مقام، و2431 قاضيًا وعضو نيابة.
إضافة إلى إغلاق 2680 مؤسسة إعلامية وتعليمية مقسمة لـ16 قناة تليفزيونية و24محطة إذاعية و83 صحيفة و1284 مؤسسة تعليمية و1273 جمعية ونقابة.
تضرر بسبب قانون الطوارئ الذي فرضه الطاغية 169013 شخصًا و8078 تتم ملاحقتهم و26 قانون لقمع الحريات و1000 تغيير في إدارة الشركات، و154411 موظفًا وأكاديميًا مفصولًا.
القضاء التركي، أمر بحبس 6 حقوقيين، على رأسهم إيدل إيسر مديرة فرع منظمة العفو الدولية في تركيا، ومنهم سويدي وألماني، على ذمة محاكمة هلامية بتهمة «دعم منظمة إرهابية».
لحظة! أليست تلك العفو الدولية التي مجدّها الإخوان حينما أصدرت تقاريرها المزعومة عن اعتصامات رابعة والنهضة المسلحة، واحتفوا بها وكأنها دساتير تنزلت من السماء.
العفو الدولية أيضًا قالت عن قطر، في تقريرها لعام 2016/2017، إنها بلا حريات وتفرض قيودًا تعسفية على حرية التعبير، ومع ذلك يقولون المجد لتميم وآله وصحبه.
(3)
«في الوراق - كان الكر والبلاء».. من الساعات الأولى لتنفيذ حملة إزالة التعديات على الأراضي في جزيرة الوراق، رفع المتاجرون بالوطن هذا الشعار، وبدأت اللطيمات الإخوانية، في الحشد الإعلامي تجاه أن الحملة من أجل بيع الجزيرة وطرد الأهالي منها.
انتهت الحملة بإصابة 31 من رجال الشرطة في أحداث شغب شهدتها المنطقة، أسفرت عن وفاة مواطن يدعى سيد الطفشان، مسجل خطر « شقي» اتجار مواد مخدرة وحيازة سلاح بدون ترخيص، له 17 قضيه جنائية ومطلوب علي ذمة تنفيذ 14 قضية جنائية.
أصبحت أزمة «جزيرة الوراق»، متنفس لكل من يتاجر بهذا الوطن، فكانت بداخلها قناة «وطن» الإخوانية تبث الاشتباكات مباشرة، ودخلت قناة الجزيرة القطرية على «الخط».
كذلك حركة «حسم» الإرهابية، الذراع المسلح لجماعة الإخوان، قالت نصًا في بيان صادر في ليل الأحداث «يحتم على الشعب المصري كله مواجهة النظام»، ما يشير إلى أنها متورطة أيضا في جميع الأحداث المشابهة لواقعة الوراق، وأنها أيضا ربما تكون العقل المدبر لأحداث شغب تحدث في البلاد، فمن الممكن أن تكون هناك شخصيات اندست بين أولئك الغاضبين.
(4)
الحقيقة فقط ستكون لهذا الوطن وحده، حقيقته أن يبقى ونفنى نحن، حقيقته أن يموت كل هؤلاء المتاجرون بآلامه وآلام فقراءه، تبًا لكم ولم تعبدون من دون الوطن كفرنا بكم، ويبقى السؤال ألم يتشابه عليك البقر أيضًا.