يقول الخبر: تمكن العقيد عبدالحميد خميس، رئيس مباحث مرور الغربية، بإشراف اللواء طارق حسونة، مدير أمن الغربية، واللواء طارق أبوالدهب، مدير إدارة المرور، واللواء أيمن لقية، مدير المباحث الجنائية، من ضبط سيارة «باشا مصر» بعد قيام قائدها يدعى أحمد م ع م 21 سنة طالب بكلية الحقوق، مقيم شارع أبوالهول دائرة قسم أول طنطا، برفع اللوحات المعدنية الخاصة بالسيارة ووضع لافتة كتب عليها «باشا مصر»، والسير بها فى شوارع مدينة طنطا فى تحدٍ صارخ للقانون»، ويضيف الخبر توضيحا لملابسات الواقعة حيث يقول: وتعود أحداث الواقعة لقيام المتهم برفع اللوحات المعدنية للسيارة واستبدالها بلافتة كتب عليها «باشا مصر»، ورفع صورة السيارة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وقام رواد الموقع بتداول الصورة، معربين عن استيائهم الشديد، مما فعله المذكور وتحديه أحكام القانون، وفى الحقيقة فإن هذا الخبر يكشف عن العديد من المفارقات المهمة التى لا يجب أن تمر علينا مرور الكرام.
المفارقة الأولى تكمن فى ذلك الشاب الذى تعمد المفاخرة بتحدى القانون، كما تعمد استفزاز الجميع بوضعه لكلمة مثل التى كتبها، ففى الدول «المحترمة» تكون المفاخرة الحقيقية بمدى التزام الواحد بقوانين بلاده، مختصرا الأمر بالقول: أنا مواطن صالح، وهى كلمة تشبه إلى حد بعيد كلمة أخرى كان المصريون يفتخرون بها حتى وقت قريب وهى كلمة «أنا عمرى ما دخلت قسم بوليس»، وهى كلمة لا تعبر عن أن هذا الرجل لم يفعل أى شىء يستوجب المساءلة فحسب، وإنما تعنى أيضا أنه سيرته عطرة عند كل من يعرفهم، لكن للأسف انسحبت قيم المسالمة والمحبة والتسامح من حياتنا، وصار تحدى القانون كفيلا بأن يجعل منك إنسانا «محترما»، أو كما جاء فى الواقعة «باشا مصر».
المفارقة الثانية هى أن الشرطة التى نشكرها على تحركها وسرعة ضبطها للـ«باشا» لم تتحرك من تلقاء نفسها، لكنها للأسف تحركت بعد انتشار صور هذا الشاب على مواقع التواصل الاجتماعى وصار الأمر أشبه بالفضيحة، كما صار محرجا لكل صاحب سلطة تنفيذية فى المحافظة، وهذا الأمر فى الحقيقة يؤكد أن الإهمال واضح لا شك، وأننا صرنا نخاف من الفيس بوك أكثر من خوفنا من قوانين العمل ولوم الرؤساء، فلو أدى كل واحد عمله على الوجه الأكمل لما احتجنا إلى الارتعاش من الـ«فيس بوك» أو التأثر بنا يدور فيه، وهو أمر ينعكس بالسلب على مستوى أداء المؤسسات التنفيذية، كما ينعكس بالإيجاب على موقع الـ«فيس بوك» الذى أشبهه دائما بالوحش الذى نغذيه ليبتلعنا.