لماذا اختارت سلطنة عمان الصمت؟

أكثر ما أثار انتباهى فى أزمة قطر وأميرها الإرهابى تميم بن حمد، حالة الصمت المسيطرة على سلطنة عمان، رغم كونها مكونا مهما فى مجلس التعاون الخليجى، وشاهدة أيضا على كل التجاوزات القطرية فى حق دول الخليج، وبقية الدول العربية وعلى رأسها مصر، وقد سمعت من مسؤولين عمانيين أكثر من مرة امتعاضهم من السياسة القطرية المتدخلة فى الشؤون الداخلية لدول المنطقة، لكن ورغما عن ذلك اختارت السلطنة الصمت فى الأزمة الأخيرة، وكأنها غير راضية عن الإجراءات التى اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر. السلطنة منذ أن تولى مسؤوليتها السلطان قابوس بن سعيد، وهى تسير وفق سياسة الاحتواء، وعدم الدخول فى تحالفات أو معسكرات، أيا كان الدافع وراءها، وهذه سياسة من وجهة نظر البعض إيحابية، وقد مكنت مسقط فى فترات مختلفة بأن يكون لها دور فى الحل من خلال وساطة تقوم بها، كما حدث على سبيل المثال فى الملف النووى الإيرانى، حينما استغلت السلطنة علاقاتها الجيدة مع الطرفين الإيرانى والأمريكى، واستضافت لقاءات سرية بين مسؤولى الدولتين، وانتهت إلى خارطة طريق وصلت إلى توقيع الاتفاق النووى الإيرانى بين طهران والدول الست الكبرى. كما تحاول السلطنة منذ فترة العمل على إيجاد حل سياسى ومخرج للأزمة السورية، وللوضع فى اليمن، وهذا كله من باب أن القيادة فى مسقط تحتفظ بعلاقات متوازنة وجيدة مع كل دول العالم، لكن السؤال الآن، هل تفيد هذه السياسة الأمن القومى العربى، حال تعرضه لتهديد مباشر من أحد عناصره، أم أن السلطنة تحتاج إلى مراجعة فى بعض مواقفها، وأنها فى وقت ما تكون مضطرة للوقوف مع طرف ضد آخر يعمل على نشر الفتن والشرور فى المنطقة، والمثال هنا يتضمن الوضع القطرى، التى لم تسلم أى دولة عربية خاصة الخليجية من شرورها، منذ أن تبنى نظامها الحكام بداية من الأمير السابق حمد بن خليفة، ورئيس وزرائه حمد بن جاسم، ومن بعدهما تميم، سياسة التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، تنفيذا لمخططات موضوعة من جانب دول أخرى تريد العبث بأمن الدول العربية. هناك من ينظر للسياسة الخارجية العمانية على أنها هادئة ومتزنة، ولا تلجأ أبدا للتصعيد، وهو ما حافظ على مكانة السلطنة وسط أشقائها، ومع تقديرى لذلك، لكن يبقى الهدوء والاتزان والحياد أيضاً بلا فائدة حينما يتعرض الأمن القومى العربى لخطر داهم، وإذا لم ترد السلطنة أن تتخذ موقفا واضحا ضد إرهاب تميم ونظامه الحاكم، فعليها أن يكون لها دور مثلما تفعل الكويت حاليا، لكن أن تأخذ لنفسها جانبا، فهذا من وجهة نظرى يحتاج إلى إعادة نظر، لأن الوضع وصل إلى درجة من الخطورة لم تعد تحتمل، خاصة أن سموم قطر لم تترك السلطنة، بل إنها عبر ذراعها الإعلامى، قناة الجزيرة، حاولت تسميم الأجواء فى السلطنة قبل ذلك. أعلم أن السلطنة ربما تعيش وضعا خاصا فى الوقت الحالى، مرتبطا بترتيبات داخلية، كما أن لها تصورات خاصة بها تجاه بعض المشاكل والأزمات الخليجية، لكن هذا ليس مبرراً لكى تختار السلطنة مبدأ الحياد، لأن الحياد ضرره فى الحالة القطرية أكثر من نفعه.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;