كثيراً ما يصفهم المحيطون بالجنون، اللاسواء، التمرد، الانعزال، الفشل الدراسي، قلة الأصدقاء بالرغم من كثرة المعارف و...و...و.. إلخ. نعم إنهم المبدعون والمبتكرون .
عزيزى القارئ: ربما تكن المقدمة السابقة صادمة للبعض ، ولكنها للبعض الآخر غير صادمة ولكنها حقيقة مؤكدة عبر الدراسات النفسية لسمات المتميزين فى مجالاتهم والذين أصبحوا فيما بعد من أهم الشخصيات المؤثرة فى المجتمع باختراعاتهم ومؤلفاتهم وإبداعاتهم فى العديد من المجالات..
وبصفة عامة تتنوع شخصيات البشر ، ولكن بصفة خاصة فالناس نوعين (التقليدى وغير التقليدى). التقليديون هم من يناسبهم الوظائف المكتبية التى يلتزمون فيها بمواعيد محددة ، ويترتب عليها نظام يوم ثابت فى روتينه. وهؤلاء ينتابهم القلق حينما يتم تغيير نظام حياتهم التقليدى على مدار مراحل أعمارهم المختلفة. وأغلبهم يتبعون نهج آباءهم وأمهاتهم فى الحياة الى حد يصل فى طريقة اختيارهم لشريك الحياة ومواصفاته . وهم ايضاً من يطلق عليهم المحيطون لفظ (طبيعيون ). أما الغير تقليديون فهم غالباً ما يثيرون علامات استفهام للمحيطين بهم أن كان هؤلاء المحيطون من النوع التقليدى. ولذا نجدهم ينفرون من العمل الروتينى او اُسلوب الحياة النمطى. وأغلب المحيطون بهم يصفونهم بلفظ ( المتمردون) ..
عزيزى القارئ: أغلب العائلات لا تخلوا من شخص واحد مبدع على الأقل.. ولذا فإن وجدنا فى بيوتنا الإنسان المبدع الذى تظهر بوادر إبداعه منذ الطفولة، فلابد من احتوائه، ومعرفة إنه يحتاج لمعاملة مختلفة لأن احتوائه ليس بالأمر اليسير. فان وجدنا من استطاع أن يحتوى مبدعا أو مبتكرا، فلنعلم أن نسبة ذكائه تتفوق على الإبداع والابتكار.
هؤلاء المتميزون يحتاجون للحرية التى يتم بناؤها فى حدود عدم التعدى على حرية الآخر، والالتزام بالأخلاقيات الربانية والمعاملاتية مع الآخرين.. يحتاجون للاستعداد لتوفير أدوات الإبداع فى المجال الذى قد ميزهم الخالق به.. يحتاجون لمساحة كافية من تقبل أحلامهم الخيالية فى عيون الآخرين وعدم الاستهزاء بها.. يحتاجون لتقبلهم فى أوقات تقلب أمزجتهم .. يحتاجون لإعطائهم أوقاتهم التى يريدون الانفراد فيها مع أنفسهم للإبداع.. يحتاجون لتقدير إبداعاتهم وعدم قياس نجاحهم بالعلامات الدراسية.. يحتاجون لمن يؤمن بأحلامهم ويدعمها بالدعم المادى والمعنوى بقدر المستطاع..