إذا أردت أن تسقط دولة، عليك بالوصفة السحرية السريعة، إعلام مأجور وممول من الخارج، وضرب للقيم من خلال سينما هابطة تروج لفساد الأخلاق والذمم والضمائر، وأخيرا نشطاء معدومى الضمير، ينفذون الخطة كما كتبت لهم، سواء من خلال الترويج لشعارات تهدم الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة، أو بترويج الأكاذيب والشائعات.
فى مصر بعد 25 يناير، عشنا مع هذه الثلاثية الفاسدة، إعلاما ممولا من قطر، يروج لأفكار جماعة الإخوان الإرهابية، ووصلنا إلى درجة إنشاء فرع لقناة الجزيرة القطرية مخصص فقط لمصر، تحت اسم «الجزيرة مباشر مصر»، ومعها قنوات إخوانية استغلت حالة الفوضى، التى كانت تعيشها مصر بعد 25 يناير لكى تبث سمومها، ليس فقط ترويجا للجماعة الإرهابية، وإنما أيضا لضرب العلاقة الوثيقة بين الشعب والجيش المصرى، من خلال شعارات هدامة، لا يمكن أن تخرج عن وطنى تجاه جيش بلاده، لكن ولأن الإخوان لا يؤمنون أبدا بالوطنية ولا بالدولة ككيان، فكانوا الساعد الأيمن القوى المساند لكل القوى الخارجية، التى أرادت لمصر أن تركع بعد أن يتم تدميرها من الداخل، بإشعال الفتنة الداخلية والحرب الأهلية، وأن يتقاتل المصريون فيما بينهم، وينهار كل شىء، وعلى رأس المنهارين جيش مصر، كما حدث فى بلدان أخرى مجاورة.
الخطة كانت جاهزة وجرى تطبيقها، من خلال الإعلام القطرى الإخوانى، والنشطاء الممولين، وأيضا التحكم فى الفن ليظهر الهابط منه ومنع الهادف، تحت رعاية وزير إعلام إخوانى كانت كل مهمته أخونة إعلام الدولة، وأيضا وزير ثقافة منتمى للجماعة الإرهابية فكرا، وعمل على تدمير كل ما له علاقة بالثقافة، لكن جاءت 30 يونيو لتنقذ مصر والأمة العربية من السرطان الإخوانى المدمر.
نعم نجح المصريون فى مواجهة كل مخططات الهدم والإسقاط، لكن الخطر مازال يهددنا فى كل لحظة، مادام هناك من يعرض الأموال وينفقها رافعاً إسقاط الدولة المصرية شعارا له، ومادام هناك مستعدون لبيع أنفسهم مقابل دولارات يضيفونها إلى حساباتهم البنكية الممتلئة بالمال الحرام، لذلك فإن المطلوب هو أن نبقى يقظين، وأن نعمل على المواجهة بكل الطرق والوسائل، وأن نواجه هذه المخططات بخطط بديلة.
بالتأكيد، إعلامنا اليوم أصبح أكثر وعيا من ذى قبل، خاصة بعدما انكشف إعلام قطر والجماعة الإرهابية، وباتت الأمور واضحة، كما أن الفن المصرى بدأ يستعيد مساره الصحيح، وفى نفس الوقت سقط القناع عن نشطاء السبوبة، لكن مع ذلك علينا كمصريين أن نتحسب لأى محاولة جديدة لاختراق المجتمع المصرى، ويكون ذلك من خلال عدة أمور سبق وتحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الوطنى الدورى الرابع للشباب فى الإسكندرية الأسبوع الماضى، ومنها دعم إنتاج عمل سينمائى فى مواجهة محاولات هدم وإضعاف الدولة، وبموازاة ذلك يعمل الإعلام المصرى يداً واحدة على حماية الدولة من السقوط.
يحسب للدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسى أنه ركز طيلة السنوات الأربع الماضية على هدف واحد، وهو تثبيت الدولة المصرية، خاصة أن كل تقديرات الموقف كانت تقول إن الدولة خلال الـ3 أو 4 سنوات الأخيرة كانت معرضة للسقوط والانهيار، وكان الجيش المصرى هو الأكثر عرضة لمحاولات الوقيعة من الخارج، لكن رغم ذلك صمدت قواتنا المسلحة، بل كان للجيش دور رئيسى فى حماية الدولة من السقوط، وهو ما تابعناه بأنفسنا، وأيضاً أكد عليه الرئيس السيسى، حينما أكد فى أكثر من مناسبة أنه «هييجى يوم من الأيام، التاريخ هيعرف كويس إيه اللى الجيش عمله للدولة المصرية، والجيش مش بيدافع بس وعمل حاجات كتيرة، منها ما هو معروف ومنها ما غير معروف، من أجل تثبيت الدولة المصرية فى وقت كانت تمر فيه بظروف صعبة».
فضلاً عن ذلك، فإن ما شهدته دول الجوار من فوضى، ساهم فى زيادة وعى الشعب المصرى بخطورة الوضع، كما أن الدولة والرئيس السيسى منذ أن تولى المسؤولية، وهو يعى جيدا أهمية وضع استراتيجية متكاملة لرفع الروح المعنوية، ومنها المشروعات القومية الكبرى من بينها تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، الذى كان يستهدف بجانب العائد الاقتصادى، تنمية الشعور الوطنى لدى المصريين، لكن هذا لا يمنع أننا فى حاجة لتشكيل جبهة ممانعة للتصدى إلى محاولات قوى الهدم، وهنا يكمن دور الإعلام والتعليم فى تشكيل تلك الجبهة للحفاظ على الدولة، وأيضاً العودة إلى المشروع القومى للنهوض بالسينما المصرية، للقضاء على العشوائية التى نراها يومياً.
الجميع عليه مسؤولية تثبيت أركان الدولة المصرية، بداية من الأسرة ووصولاً لرئيس الدولة ومؤسسات الدولة، نعم الأسرة مسؤولة بأن تنمى روح الوطنية والانتماء لدى أفراد الأسرة، وأن تزرع بداخل كل منهم روح التحدى، وفى نفس الوقت توعيتهم من المخاطر التى تستهدف الدولة من الداخل والخارج، كما أن المدرسة والجامعة مسؤولتان مسؤولية مباشرة للعمل على توعية شبابنا بمخططات الإسقاط والتقسيم، وحروب الجيلين الرابع والخامس التى تركز على شبابنا، وهنا أعود مرة أخرى إلى ما سبق وتحدثت عنه بشأن ما يجب أن تقوم به المدارس والجامعات ومراكز الشباب فى شرح عناصر الحروب الحديثة التى تستخدم لتفتيت الدول من الداخل، ويكون ذلك من خلال ندوات ومؤتمرات تثقيفية لشبابنا، يشارك بها خبراء متخصصون فى هذا الشأن، وأن يكون هذا الجهد تحت رعاية مباشرة من رئاسة الجمهورية، ويحظى أيضاً بدعم كامل من كل وسائل الإعلام الوطنية.
فى النهاية، نحن فى حاجة إلى ما يقودنا لإعادة القيم المصرية والانتماء للبيت المصرى، الذى يعتبر جزءا من الوطن، خاصة أن هذا هو خط الدفاع الأول والرئيسى أمام أى محاولة من الخارج أو الداخل لضرب ترابط الشعب المصرى، ولحماية الدولة المصرية من السقوط أو التدمير.. حفظ الله مصر.