مع كل تطور علمى كان دائما هناك جدل حول العلم ومخاوف من إساءة استخدامه، أو أن يتحول العلم إلى أداة خطرة على البشر، بينما أنصار العلم يرون أن الهدف هو إنقاذ البشر ومواجهة الأمراض وإسعاد الناس، هذا الجدل يعود مع الإعلان عن تطورات مذهلة فى الجينوم البشرى، وأبحاث مركز «أوهسو» للخلايا الجينية، الذى توصل إلى إمكانية التحكم فى الجينات البشرية بالقص واللصق والتعديل، لإزالة صفات غير مرغوبة، أو تعديل صفات غير مرغوبة.
الخريطة الجينية للإنسان تتشكل منذ اللحظة الأولى، وفى خلية وحيدة كالأميبا من اندماج الحيوان المنوى بالبويضة، شفرات المستقبل الجسمانى والعقلى والمرضى، وخريطة لمستقبله كاملا، ليس فقط من حيث الطول واللون والشعر والعيون وشكل الأنف، لكن أيضا من حيث إمكاناته العقلية والأمراض الوراثية التى يتوقع أن تصيبه أو تلازمه، مثل التوحد أو أمراض المناعة، وحتى الأمراض العقلية والنفسية ومتلازمات مختلفة تجعل هذا الطفل منغوليا أو ذاك مصابا بمتلازمة داون.
الأبحاث الجديدة تقوم على التحكم فى خريطة تفصيلية، تتجه إلى أن يتم قص الجين المسؤول عن مرض وراثى وتعديله من خلال إعادة رسم قواعده النيتروجينية. لتبدأ عملية إعادة صياغة لشكل وملامح وصفات الإنسان.
على سبيل المثال تعديل جينات القصر إلى أخرى للطول، أو تعديل لون العيون، وانتزاع وتعديل الجينات المسؤولة عن مرض وراثى لإزالة السكر أو احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسرطان إلى آخره.
وبالطبع فإن جينًا معينًا يحمل صفات الطول، يمكن أن يكون مرتبطًا بصفات أخرى، من هنا تأتى أهمية خطورة الأبحاث التى يقودها «شوخرات ميتاليبوف»، رئيس مركز أوهسو للخلايا الجنينية والعلاج الجينى، والتى توصلت إلى تقنية «كريسبر»، التى توسع إمكانية تعديل الجينات بسرعة وكفاءة. حيث يمكن قطع «الأجزاء غير المرغوب فيها من الجينات، واستبدال غيرها بها».
هناك بالفعل جدل حول مشروعية هذا الأمر، ووجود احتمالات لأن تتطور مثل هذه الأبحاث، لإنتاج بشر بصفات معينة، قتلة محترفين أو مجرمين يخضعون للتوجيه والتحكم، أيضا هناك دعاة الأخلاق ممن يخافون من التوظيف السيئ للعلم لإنتاج بشر يستخدمون فى الحروب أو يشكلون أدوات خطرة على طريقة «فرانكشتاين»، لكن بشكل حقيقى وليس خياليا، وتشير الأسطورة إلى أن الطبيب كان يريد إنقاذ زوجته التى ماتت، فانتهى به الأمر لإنتاج شخصية فرانكشتاين المرعبة.
أنصار العلم يؤكدون أن الهدف الأساسى السامى إنقاذ البشر من الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية. وأن الأشرار فى كل عصر، وهناك دوما أضرار جانبية لأكثر الأفكار إنسانية. ومثلما يساعدك الانشطار والاندماج النووى فى توليد طاقة رخيصة، والعلاج، يصلح أيضا لإنتاج قنبلة نووية تقتل ملايين الأرواح.
لكن الخوف من الاستعمال الشرير للعلم لم يمنع أبدًا من تطور الأبحاث الخاصة بالجينوم، وهندسة الجينات، ويظل العلم قادرًا على إنقاذ البشر من آلام ظهور أطفال يحملون عيوبًا جينية.