..(1) المولودة بصاعق كهربائى

حينما يرزق الله أحدنا بمولودة جديدة..تساورنا مشاعر متناقضة بين فرحنا بها لأن المولود الجديد يحمل أملا جديدا..
يفتح أمامك نافذة تستشرق منها المستقبل .. والبنت لها رونق مختلف فى المنزل .. وبين القلق وهواجس الخوف عليها من المجتمع..

نحملها بين ذراعينا ونقول أهلا بيك فى عالمنا الذى يختلف كثيرا عن العالم الذى كنت تعرفينه طيلة تسعة أشهر فى أحشاء دافئة هادئة لم تعرف الخلاف والضوضاء لم تعانى من قبل الازدحام والوقوف فى إشارات المرور لساعات قد لا تستطيعين الذهاب لكل المشاوير التى تقررين الذهاب إليها فى يوم واحد ..

بعد ترحابى بك فى عالمنا الذى قد يكون مزعجا بعض الشئ بالنسبة لملاك برئ مثلك .. أطلب منك أن تكونى أنثى قوية ذكية قادرة على إثبات ذاتك بعيدا عن اسم أسرتك..انجحى قدر ما تستطيعين لتثبتى ما قد نكون عجزنا نحن عن إثباته ..اثبتى ان الأثنى ليست جسدا جميلا مثيرا فقط ..بل عقلا وفكرا راجحا ..انجحى فى اقتناص الحقوق الكاملة للمرأة ..وليست المنقوصة والتى نأخذها كهبات يتفضل بها المجتمع علينا.. انجحى فى تغيير رؤية المجتمع للمرأة كمصدر للإغراء أو العطف لأنها مكسورة الجناح ..

اثبتى للعالم العربى أن الأنثى إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ ..ذكرى الناس بعظمة النساء فليلى بنت الخطيم كانت أول امرأة يبايعها الرسول حينما قدم إلى المدينة فكونى حكيمة مثلها ..اتوسم فيكى شجاعة التعبير عن مواجع المرأة بدءا من النظرات التى تلتهمهما مهما كانت درجة احتشامه وصولا إلى جرائم التحرش والاغتصاب والتى غالبا ما تنتهى بحفظها فى أقسام الشرطة وغرامة 50جنيها ..

نعم لا تندهشين أصبح عليكى حينما تتخطين مرحلة الطفولة أن تستبدلى المكياج والبرفانات فى حقيبتك برشاش مياه بالشطة وصاعق كهرباء ومسدس إن استطاعتى تحسبا لأى اعتداء حيوانى من الجنس الآخر ..لا تتعشمى كثيرا فى جدعنة أهل مصر فقد لا يعيرك أحد اهتماما إن احتجت إليه أو استغثتى به ..

مع كل هذا يمكنك أن تكسرى قاعدة الصمت النسائى فى مصر لتكونى صوتا يرتفع بمكانة المرأة فالتاريخ ملئ بقصص سيدات كثيرات نجحن فى ذلك..فهل تدركين ما لم يستطع جيلنا إدراكه..