فى الحروب السابقة كنا نسمع عن تبادل الأسرى بين الجيوش فى الميدان، وتبادل القبلات بين السياسيين فى صفقات الظلام، لكن تبادل الجثث لم يكن خبرًا يستحق الذكر، مثلما يحدث اليوم بين حزب الله اللبنانى وجبهة النصرة، هذا نوع جديد من الصفقات لم نر مثله منذ كان العالم مشغولًا بتوزيع المستعمرات بين القوى المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية، وبقدر ما نقلق على حدود سوريا التى أضحت مستباحة، نتساءل أيضًا إذا كان المتطرفون تسللوا لمخيمات اللاجئين فى عرسال شمال لبنان عبر هذه الحدود، أم أن المخيم نفسه أفرز جيلًا آخر من هؤلاء المتطرفين؟ وهذا يعنى أن السوريين فى مخيمات اللجوء الأخرى سيدفعون ثمنا باهظا: إما بالتشكيك، وإما أن يصبحوا جزءًا من صفقة لن يكون لهم رأى فيها، ثم يبتعد حلم العودة مع كل يوم نستيقظ فيه على صفقة جديدة لتبادل الجثث بين الثوار الأبرياء، والمقاومين الأنقياء.