تقدم الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة صورة كاملة للأزمات التى تعانى منها المؤسسات الثقافة فى مصر، فلديها تشكيلة كاملة من المعاناة عمالة الزائدة ومشكلات نشر وأجور موظفين غير كافية ومبانٍ غير مكتملة ورسالة لا تصل كما ينبغى إلى مستحقيها وأشياء أخرى كثيرة، وحتى نكون منصفين فنحن لا نلوم أحدًا بعينه، لأن الأزمات قديمة ومتأصلة، لكن هناك مشكلات جديدة وتحتاج إلى تدخل سريع وضرورى منها أزمة سلسلة آفاق عالمية، وذلك بعد أن قدم الشاعر والمترجم رفعت سلام استقالته من رئاسة تحريرها.
نشر رفعت سلام استقالته على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وقال فيها «السيد الأستاذ رئيس الهيئة العامة لقصُـور الثقافة، تحيةً طيبـةً.. وبعد، نظرًا للتعطيل الدائم لإصدارات سلسلة «آفاق عالمية» الشهرية التى أرأس تحريرها على يد مسؤولى إدارة النشر «بما وصل إلى إصدارهم لثلاثة أعمال فقط من اثنى عشر عملا، فى عام كامل، هو العام المالى السابق؛ وبما يكشف عن تنفيذهم لخطة مبيتة لـ«القتل البطيء» لمشروع النشر بالهيئة»، وهى جريمة ثقافية لا يمكننى التواطؤ عليها، والمشاركة فيها، بأى شكل من الأشكال، ونظرًا للمحاولات الدءوبة من قِبَلِهم، بالتالى، للتدخل فى الصلاحيات المقررة لرئيس تحرير السلسلة «بما يكشف عن جهل مُزرٍ باللوائح المنظمة للعمل، وعدم فهم لحدود وطبيعة مسؤولياتهم الوظيفية»، فضلًا عن «التحرش البيروقراطى» الجِلف والمبتذل، بما لا يليق ممارسته فى العمل الثقافى، فيسعدنى أن أوقف تعاونى مع الهيئة، وأتقدم إليكم باستقالتى من رئاسة تحرير سلسلة «آفاق عالمية» التى تصدرها هيئتكم الموقرة، مع خالص الشكر والتقدير، رفعت ســـلَّام، رئيس تحرير السلسلة.
هى إذن استقالة مسببة، لذا نرجو من الشاعر أشرف عامر، رئيس قصور الثقافة أن يحقق فى هذا الأمر، بالطبع نعرف أنه تولى المسئولية منذ أيام قليلة، كان الله فى عونه، لكنه يعرف أكثر منا أهمية «آفاق عالمية» فى السنوات الأخيرةـ خاصة بعدما تبنت مشروع الـ100 الكتاب، والتى أصبحنا ننتظر ترجماتها بفارغ الصبر فهى بمثابة مشروع قومى لقصور الثقافة، يحرص الجميع على اقتناء إصداراتها، لذا فإن الأمر يستحق.
ليس من السهل التنازل عن الفكرة الجيدة أو حتى التراجع عنها، ورفعت سلام للأمانة قاد فريقه لتقديم الأفضل دائما، لذا وجب على الهيئة أن تساعدهم، وأن تسعى لتجد حلا لموضوع النشر، لأن قيمة المؤسسة يأتى من الالتزام، خاصة مع سلسلة يتابع الناس مواعيدها وينتظرونها فأى تأخير يثير الغضب ويدعو للتساؤل.
ملف إعادة هيكلة النشر كله يحتاج إلى وقفة جديدة، لقد بدأ بشكل جيد ثم عادت المشكلات القديمة مرة أخرى وبشكل أعنف، لذا على الشاعر أشرف عامر أن يتنبه إلى هذا الأمر ويسعى لإعادته إلى نصابه، وأعتقد أن الشاعر جرجس شكرى لديه أيضا حلول لهذه المشكلات التى تحتاج إلى بعض التنظيم ونبدأ من جديد.