لم تعرف ملاعب كرة القدم المصرية، منذ أن دخلت اللعبة بلادنا وحتى الآن، عازفا فريدا بأقدامه لموسيقى «الساحرة المستديرة» مثل عزف أقدام «محمود الخطيب»، نجم نجوم مصر والعرب وأفريقيا بلا منازع.
ولم تعرف ملاعب كرة القدم لاعبا يتمتع بالقيم الأخلاقية والوطنية، مثلما عرفت محمود الخطيب.
«بيبو» نجم كرة من كوكب آخر، استحوذ على كل صناعة السعادة والمتعة، وحصل على الحقوق الحصرية للأخلاق الرياضية فى الملاعب، والقيم الإنسانية خارج المستطيل الأخضر، ورفض ملايين الجزيرة القطرية للظهور على شاشتها، ليصير نموذجا للوطنية والوفاء والإخلاص لبلاده.
محمود الخطيب أحد أبرز أساطين الرياضة المصرية والعربية والأفريقية، يتعرض لمؤامرة يقودها مجلس إدارة النادى الحالى، وتحت سمع وبصر الحكومة متمثلة فى وزارة الشباب والرياضة، لمنعه من خوض الانتخابات لرئاسة القلعة الحمراء، من خلال تفصيل لائحة العار والخزى والجبن والاستهبال والاستعباط، تشمل بندا صريحا بألا يخوض عضو بمجلس إدارة النادى، أى استحقاق انتخابى داخل النادى، عقب دورتين، ما لم تمر عليه 4 سنوات ميلادية كاملة، وليس دورة انتخابية، وهو الشرط التعجيزى المانع لخوض الخطيب الانتخابات المقبلة، لأنه كان فى مجلس حسن حمدى، ولم تمر 4 سنوات ميلادية كاملة على آخر انتخابات خاضها.
هذا الشرط الذى قرر مجلس إدارة محمود طاهر، وضعه فى اللائحة، شبيه بقانون العزل السياسى، الذى حاول عمرو حمزاوى، ومن خلفه جماعة الإخوان الإرهابية، أن يمرروه تحت قبة مجلس الشعب 2012، لمنع وحرمان أعضاء الحزب الوطنى المنحل من ممارسة حقوقهم السياسية، ومنع أيضا أحمد شفيق من خوض الانتخابات الرئاسية.
وبعد إزاحة الإخوان من الحكم، واكتشاف أمر خبير القلوووظ الأشهر فى مصر، عمرو حمزاوى، المتعاطف والداعم للجماعة الإرهابية، جاء المهندس محمود طاهر، رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى «المعين» حاليا، ليحاول تدشين قانون «العزل الرياضى»، والإطاحة المبكرة بأشهر مشهور عرفته ملاعب كرة القدم المصرية، من سباق منافسته.
أى عبث نحياه هذه الأيام، وأى خلط للأوراق، أن يتم منع «صاحب العيش وخبازه الحقيقى» من قيادة النادى الأعرق، فى الوقت الذى يقود فيه النادى مجلسا ليس له علاقة بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد، وخسر خلال ثلاث سنوات فقط ما يقرب من 10 بطولات، أى بمعدل «3 بطولات وثلث» فى الموسم الواحد، بجانب فشله فى استقدام أى مدرب سواء كان أجنبيا أو مصريا، استطاع انتشال الفريق من الأداء التقليدى العقيم، دون إضافة أى لمسة عصرية أو جمالية.
نادى القرن، فقد هيبته ووقاره وكبرياءه الكروى، عندما انصرف عنه الكبار، حسن حمدى ومحمود الخطيب وباقى مجلس الكبار قيمة وقامة، وتسلل إلى سدة حكم الجزيرة، وفى ليلة غبراء، مجلس محمود طاهر الذى نكل بالأهلى وبكبريائه وشموخه، وبذل كل الجهود لتقزيمه، ودفع الجهة الإدارية إلى التدخل، وتعيينه من جديد، ليصبح «مجلس موظف» لدى وزارة الشباب، وليس رئيسا لأكبر نادٍ فى مصر والوطن العربى وأفريقيا.
ولم يكتفِ محمود طاهر بارتكاب كل هذه الكوارث، وإنما ترك الحبل على الغارب لعبث الخلايا الإخوانية، التى مازالت تعشش فى أركان ودهاليز النادى بقوة، ولكم فى سيد عبدالحفيظ مدير الكرة، أسوة، الذى أصبح بوقا للإخوان، وداعما لمرشحيهم فى الاستحقاقات الانتخابية المختلفة فى مسقط رأسه «أطسا» محافظة الفيوم.
كما دعم بقوة فوضى الألتراس، وجعل منهم حصنا يحتمى خلفه من خصومه فى النادى وخارجه، والجهة الإدارية، معتقدا أن اختباءه خلفهم، سيمنحه حصانة وقوة، تمكنه من مواجهة رياح وأعاصير خصومه، والدولة معا.
أما الكارثة الحقيقية التى رسمها محمود طاهر، بريشته العجيبة، لتتصدر واجهة النادى وتتحدث باسم القلعة الحمراء، استعانته بمستشارين ينتمون للقلعة البيضاء، المنافس الحقيقى والأوحد للأهلى، فى تطبيع مهين ومذل لم تعتاده القلعة الحمراء عبر تاريخها، وتقزيم من دورها، والتقليل من قامتها، فوقعت الكثير من المصائب والكوارث.
محمود طاهر يدير النادى الأهلى الأشهر والأكبر عربيا وأفريقيا، من مجلسه الخاص بحدائق نادى «هليوبوليس» وباستشارات زملكاوية، خالصة مخلصة، التى ورطته فى مشورة تدشين لائحة العزل الرياضى لمنع الخطيب من الترشح، فى إعادة مقيتة لأفعال الإخوان الذين دشنوا قانون العزل السياسى.
الخطيب الذى عاصر الكبار، من عينة القيمة والقامة صالح سليم، ثم حسن حمدى، رجل وطنى قادر على إعادة هيبة القلعة الحمراء، ووضعها على مسار حصد البطولات وتحطيم الأرقام القياسية من جديد، وتطهير النادى من الخلايا الإخوانية المعششة فى كل أركانه ودهاليزه، ووضع حد لفوضى العشرات من قبيلة الألتراس.
عار على رئيس نادٍ يحاول خوض الانتخابات المقبلة، ليجلس من جديد على المقعد الذى جلس عليه الفريق مرتجى وصالح سليم وحسن حمدى، ليس عبر الصناديق الانتخابية، وإنما من باب قانون العزل الرياضى، وكأننا نعيش فى دولة «الصومال» الشقيق، والعيب كل العيب أن تجلس الحكومة، متمثلة فى وزير الشباب، فى مقاعد «الدرجة الثالثة شمال»، راضية بالفرجة على فضيحة «القرن» فى نادى «القرن»، وهو يطبق قانون «العزل الرياضى»، وكأن خيرت الشاطر هو الذى يدير القلعة الحمراء، ويعيد تكرار سيناريو قانون «العزل السياسى».
إنه العبث فى أوج مراحله، يثير فى النفس الألم، ويقتل القيم، ويشيع اليأس والإحباط فى نفوس الشرفاء، ويقزم من شأن المواهب والكفاءات، ويُعظم من دور الكسالى والمهملين وأنصاف الموهوبين!!
ولك الله يا مصر.