بهدوء وبإصرار تعمل الدولة المصرية مع شركائها الروس والإماراتيين على مواجهة الفوضى والدمار والقتل اليومى فى سوريا، فى مواجهة البرامج المعلنة لاستنزاف الجيش العربى السورى والقضاء عليه تماما والوصول إلى الهدف بإسقاط الدولة السورية وتفتيتها لتحقيق أكثر من هدف منها مثلا منع الروس من قواعدهم على البحر المتوسط وقطع خطوط اتصال إيران بحزب الله فى لبنان وضم إسرائيل لهضبة الجولان إلى الأبد.
الدولة المصرية المعنية أساسا بالحفاظ على سلامة ووحدة الأراضى السورية ومواجهة الإرهاب وداعميه فى المحيط العربى، نجحت خلال الأسابيع القليلة الماضية فى تحقيق انتصارين مهمين بالتعاون مع تيار الغد السورى، الأول الوصول إلى هدنة بين النظام السورى والمقاتلين فى مناطق الغوطة الشرقية شرقى العاصمة دمشق، والثانى الهدنة فى حمص وريفها، مع السماح بإدخال المساعدات الغذائية والإنسانية والطبية للأهالى.
التجربة المصرية فى وقف القتال بالغوطة وريف حمص مرشحة للاستنساخ والانتقال إلى مناطق جديدة بسوريا وصولا إلى وقف كامل لإطلاق النار ودعوة المقاتلين الأجانب إلى تسليم أسلحتهم والمغادرة تحت رعاية دولية، تمهيدا لتدشين مرحلة ما بعد الحرب فى سوريا وهى مرحلة تبدأ بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وبحث مشاريع عودة اللاجئين وإعادة الإعمار بمشاركات دولية.
ما يمنح التجربة المصرية المشروعية والقابلية للنجاح والاستمرار، فضلا عن إرادة الدولة المصرية، هو انكشاف جميع المخططات والبرامج الدولية لاسقاط الدولة السورية وتوقف الكثير منها وفى مقدمتها مشروع الشيطان أوباما- بترايوس- نتانياهو الذى كان يهدف إلى تسليح أكثر من مائة ألف مقاتل ومرتزق بأسلحة أمريكية متطورة ومنها مضادات للدبابات والطائرات عبر قطر وتركيا وكان الهدف القضاء على الجيش السورى وتأكيد تفتيت وتدمير مؤسسات الدولة والبنية التحتية لمدنها الرئيسية.
مشروع أوباما- بترايوس- نتنياهو، تغاضى عن استفحال تنظيم القاعدة الإرهابى عبر انتشار مسلحى تنظيم جبهة النصرة واستيلائهم على الأسلحة الأمريكية المرسلة لمن تصفهم واشنطن بالمعارضة المعتدلة، ولم ير أوباما غضاضة فى تسليح تنظيم القاعدة بذريعة أن مقاتلى التنظيم منشغلون عن الولايات المتحدة وأوربا بالقتل فى سوريا، حتى جاء ترامب وأوقف تمويل المشروع بعد ثبوت فشله وعدم تحقيقه أيا من أهدافه.
سيأتى يوم قريب بإذن الله ينتصر فيه المشروع المصرى بمواجهة الفوضى والإرهاب وداعميه والمتواطئين معه، فى سوريا وليبيا وشمال سيناء وشرق السعودية، وفى كافة المناطق المراد إشعالها وزرع الإرهاب فيها، ومع النصر بإذن الله ستأتى ساعة الحساب.