أثمن للغاية البيان الرسمى الهادف والمحترم الذى صدر عن اتحاد كرة القدم الأردنى تعليقاً على أحداث الشغب التى وقعت فى نهائى بطولة الأندية العربية لكرة القدم بمصر منذ أيام قليلة، الذى أدان فيه سلوك لاعبى وجماهير نادى الفيصلى، وقدم الشكر لمصر على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال طوال أيام البطولة، وهو بذلك قد قدم مثلاً يحتذى لما يجب أن يتحلى به المسؤولون على كل المستويات من موضوعية وإرساء لقواعد العدل والأخلاق.
ولكن فى نفس الوقت لا أثمن على الإطلاق قرار إطلاق سراح الجماهير التى قامت بأعمال العنف والشغب التى رأيناها جميعاً، إلا لو كان قد تم ذلك تحت مظلة ضمانات بأنها ستلقى عقابها العادل والرادع بالأردن الشقيق، لأن «سياسة جبر الخواطر: هذه التى نحرص على تطبيقها فى الدول العربية بين بعضنا البعض كبديل عن تطبيق إجراءات العدالة لن تؤدى فى المستقبل إلا لمزيد من تكرار أعمال العنف والشغب لأن «من أمن العقوبة أساء الأدب»، وهذا ما يصنع الفارق الحقيقى بين مظاهر الانضباط والالتزام التى نراها فى جميع الدول المتقدمة وبين دولنا.
والسؤال هنا: لو كانت هذه المباراة مقامة فى «ألمانيا» على سبيل المثال، هل كانت تجرؤ هذه الجماهير على تكسير المدرجات والاعتداء على الحكم؟.. ولو كانت تجرؤ على القيام بهذا العمل هل كان سيتم إطلاق سراحها دون ضمانات بالمحاسبة العادلة؟