يصوم المواطنون المصريون الأقباط صوم السيدة العذراء لمدة أسبوعين ، يحتفلون بعده بعيد السيدة العذراء وهو من أحب الأعياد عند المصريين، وهو الصوم الوحيد الذى فرضه "الشعب" القبطى على الكنيسة .. وقد صامه الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول، تلميذ المسيح من التبشير فى الهند، فقد سأل التلاميذ عن العذراء، فقالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!" وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فابتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا.. فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسرى، فأصبح عيدا للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطى.
الكنيسة ترى العذراء مريم الأم التى حملت لها "للكنيسة" ولكل البشرية "الكلمة المتجسد"، الذى جاء إلى العالم لينقله من ظلام الخطيئة إلى نور الحياة الأبدية أى الحياة مع الله، هذا الحدث جعل الكنيسة منذ نشأتها حتى الآن تكرّم العذراء مريم أعظم تكريم، تكريم يفوق الملائكة، هذا مستمد من تكريم المسيح الذى حلّ فى أحشائها وأن يأخذ منها جسده المقدّس، جاعلاً إيّاها أم النور. لقد استطاع الابن من الاتحاد بالخليقة كلها بواسطة العذراء، وبذلك صارت العذراء سماءً جديدةً أرحب من السماء التى تحوى الشمس والقمر والنجوم ..
ومن مكانة مريم عليها السلام لدى المسلمين ، أن الله ذكرها كثيراً فى القرآن الكريم إذ ذكرها باسمها الصريح أربعا وثلاثين مرة، دون أن يذكر غيرها من النساء بأسمائهن الصريحة، بل سمى القرآن الكريم سورة من سوره باسمها، وهى المرأة الوحيدة التى سميت باسمها سورة فى القرآن الكريم، وهذا دال على عظم مكانتها وعلى صدق النبى محمد صلى الله عليه وسلم إذ لو كان القرآن من عنده كما افترى عليه البعض لتحدث عن إحدى بناته أو زوجاته ولسمى إحدى السور باسم إحداهن. وآيات القرآن الكريم عامة وآيات سورة مريم خاصة تحدثت عنها بكل احترام وتكريم مدافعة عنها ومبرئة لها من أى تهمة أو منقصة يريد أعداؤها إلصاقها بها، فهى الشريفة الطاهرة العفيفة التى أحصنت فرجها وحافظت على عرضها وأطاعت ربها فكانت من القانتين قال تعالى: (وَالتِى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيْهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ ) التحريم 12 .. بركات العذراء مريم تحمى مصر وتظلل شعبها .. وكل عام ومصر والمصريين بخير.