إن المخ عضو خاص بالكائنات الحية وله صفات وقوانين مميزة لدى الإنسان وحده، وهذه القوى والقوانين على حد تعبير الفسيولوجيين تؤدى عدة وظائف وهى الذكاء والعقل والضمير ، وهى الوظائف التى لا يتصف بها أحد إلا بنى آدم وحدهم .
وإذا أردنا أن نبدأ "بالذكاء" فهو القدرة على استيعاب أكبر عدد من المؤثرات الخارجية واختزانها وإيجاد مسالك الكترونية تربط بعضها ببعض ، وهذا يرجع إلى تكوينه الأول وقبوله للمؤثرات بسهولة ومرونة إلكتروناته - أو ما يشابهها – على التأثير والتنظيم وعلى ما يكون فيها من قدرة على تثبيت هذا التنظيم وسهولة العودة عن طريقه ، واستدعاء الذاكرة عند اللزوم .
ثم تأتى الوظيفة الثانية للمخ وهى "العقل" ، وهو أثر الحياة الداخلية التلقائية داخل المخ وهى تتأثر بنظامه الداخلى وبما أدخل عليه الذكاء من تغيير. وبما يكون من تنظيم فى المسالك الالكترونية التى تنقل الانفعالات إلى الأعضاء العاملة. وإذا كان الذكاء مظهره اتجاه المؤثرات إلى داخل المخ ، فالعقل مظهره الانفعالات من المخ إلى الخارج .
والأول تتعلق به العادات والخبرة والتربية ومحوره الذاكرة ، أما الثانى تتعلق به أعمال الانسان على اختلاف أنواعها. وفيه تتمثل الارادة والأخلاق الايجابية الكريمة والحكم الصادق والابداع فى كل شيء.
وقد استطاع العلماء أن يفسروا على هذا النحو أعمال الانسان وتصرفاته التى وصفوها فى التحليل النفسى على أنها تنشأ فى العقل الباطن أو تحت الوعي. وليس ذلك إلا المسالك الالكترونية الباهتة الضعيفة القديمة التى لم نعد ندركها والتى لها بعض الأثر العميق فى تكوين التركيب الالكترونى العام للمخ.
والحق أن هذه موجودة عند الناس جميعاً ولا تصبح مرضية إلا عندما تكون رغم ضعفها وعمقها وبعدها سبباً فى تحويل الموجات الصادرة تحويلاً يذهب بها إلى غير الطريق المنظم الواضح للمخ .
أما عن الضمير فسوف نفرد له مقالاً أخر إن شاء الله .