بدأت كالعادة حملة السخرية واللمز ضد بعض المسؤولين والمشاهير الذين ظهروا بملابس الإحرام، أحد المتحذلقين يتمنى لو كان الشيطان لديه القدرة على تبادل الرجم مع بعض الحجاج، ويكرر سؤالا يعتبره محرجًا: على نفقة من سافر فلان للحج ؟.. وكل الإجابات تحمل تلميحًا شريرًا ينسف الثواب من جذوره، ولحسن الحظ فإن حساب الأعمال وقبولها لا يتأثر بالتلميحات أو النظرات الساخرة فى أعين العارفين بالخبايا، الذين يعدون أنفسهم أكثر إيمانًا من الآخرين، وكانت الجدات يقلن لنا إن الحج دعوة من صاحب البيت لا يطيش سهمها، لكن يبدو أنهن ذهبن بالحكمة وتركن لنا فراغا كبيرا نملؤه بالجدل حول القضايا التافهة، والحكم على الناس بدخول الجنة أو النار، ومن حسن الحظ مرة أخرى أننا نحن البشر لن نملك محاكمة بعضنا فى الآخرة، وإلا جعلناها تصفية لحسابات الدنيا بوجهات النظر، وسوء الظن وتبادل الشتائم، وفى الحقيقة نحن لا نمتلك للآخرين سوى الدعوة بالهداية وحسن الخاتمة.