«انفراد» كانت منذ تأسيسيها على يد الزميل خالد صلاح رئيس مجلس الإدارة والتحرير، ورشة عمل مستمرة واجتماعات متواصلة بشكل شبه يومى مع جميع الأقسام والقيادات والفنيين والتقنيين المسؤولين عن تطوير «انفراد»، وكان الهدف الاستراتيجى الدائم لهذه الاجتماعات هو مستقبل مهنة الصحافة ومستقبل صناعة الصحافة فى ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة، وبينما كانت الصحف الورقية تعيش عصرا زاهيا فى مصر بقوة دفع المعارضة الشعبوية والصحافة الحزبية التى كان طموح القائمين عليها بلوغ سقف الخمسين ألف نسخة، كان خالد صلاح يفكر بطريقة مختلفة تماما وعينه على ما وصلت إليه الصحف الغربية من أزمة ومآزق يتعلق بالعلاقة بين النسخة المطبوعة والمواقع الإلكترونية الإخبارية.
وكان الزميل خالد صلاح بحاجة إلى أن يبذل جهودا شاقة مع فريقه المعاون ومع أقسام الصحيفة الآتين من ثقافات ومشارب مهنية مختلفة، حتى يتمكن من بناء عقول واعية بالأزمة الكبرى لمهنة الصحافة، وكذا للصناعة نفسها وفى نفس الوقت الفرصة الكبرى لبناء مؤسسة صحفية تستغل التطورات التكنولوجية المتسارعة، وأذكر فى بدايات التأسيسى كيف كان المحررون يفضلون النشر فى الجريدة المطبوعة «تحت التأسيس» ولا يستسيغون النشر على الموقع الإلكترونى «التجريبى» آنذاك، وكيف استغرق تغيير وعيهم شهورا حتى يلمسوا رجع الصدى والمشاركة والتفاعل من القراء والمستخدمين.
وفى تلك البدايات كان الزميل خالد صلاح يشرح لنا الأخطاء التى وقعت فيها بعض كبريات الصحف الغربية عندما فصلت صالة الأخبار الخاصة بالجريدة الورقية عن صالة الأخبار المختصة بمواقعها الإخبارية، وكيف أن هذا الفصل مآله الفشل الذريع، كما كانت هذه النظرة النقدية للصحافة الغربية وراء اختراع «انفراد» لطريقة تخصه فى تدفق الأخبار للجريدة المطبوعة والموقع الإلكترونى مع صياغة قصص مختلفة من خلال التدفق الإخبارى للجريدة المطبوعة فى الديسك المركزى.
كما كان خالد صلاح وقبل ظهور جيل الموبايلات الذكية يبشرنا بأن مستقبل الصحافة سيرتبط ارتباطا وثيقا بالموبايل، الأمر الذى دفعه إلى تصميم أكثر من موقع خاص بالموبايل وأبليكيشن خاص بالموبايل، ورسائل إخبارية تصل إلى مستخدمى المحمول، وكذا البحث عن كل وسيلة تظهر الخدمة الإخبارية والمعلوماتية للقارئ والمستخدم أسرع وأوضح وفى مقدمتهم مستخدمو الموبايل.
الخلاصة أن مسار تطور «انفراد» خلال السنوات العشر الماضية كان مسارا من العمل الشاق ومحاسبة الذات وعدم الانسحاق أمام ما وصل إليه الخواجات، بل وانتقادهم أحيانا والاختلاف معهم أحيانا أخرى للبحث عن حلول مهنية تخصنا، كما كان كل إنجاز لـ«انفراد» يستتبع بالضرورة وقفة مع النفس للبحث عن المحطة التالية، لأن أى إنجاز فور تحققه يصبح من الماضى، كما يصبح التوقف أمامه عبثا وتضييعا للوقت، ولذا ينظر «انفراد» وكتيبة مقاتليه دائما إلى المستقبل وتحدياته.