لا نعرف بالضبط ما شعور الشخص الذى رفع لافتة دعاء أمام الكعبة المشرفة فى موسم الحج، متمنيًا الفوز للمنتخب الوطنى على منافسه الأفريقى. هل اهتز إيمان صاحبنا حين لم تتحقق دعوته أم أنه حمل نفسه مسؤولية عدم الإخلاص فى الدعاء؟ يبدو أنه لا هذا ولا ذاك، السبب الواضح أننا لا نأخذ المستقبل على محمل الجد، ونرتكب نفس الحماقات منتظرين نتائج مختلفة، وحين نستيقن من الفشل نطلب من الجماهير الصمت والدعاء فى هدوء، لكن هذه الجماهير التى لا تملك سوى الهتاف والدعاء، ليست مسؤولة عن وضع الخطط والتعلم من الأخطاء وإعلاء قيمة العلم عن الفهلوة، هذه وظيفة المسؤولين عن رياضة كرة القدم والذين يتقاضون رواتبهم لهذه المهام، لا يتعلق الأمر بالدهاء والحرفية وجنسية المدرب فقط، هناك أيضا حقائق علمية وتكنولوجية وضعت هذه الرياضة على قضبان المستقبل، وهذا يحدث فقط بإرادة حقيقية وضمير خالص فى مناخ صحى من تقبل النقد وتلقى الخبرات من الآخرين، على العكس تمامًا مما يحدث عندنا من تراشقات انتخابية وفساد إدارى وتلاسن على الفضائيات.